تعتبر المشاعر المقدسة أطول مائدة في العالم تحتوي على مئات الأصناف لوجبات غذائية رئيسة لأكثر من 160 دولة، ويبحث الحجاج خلال رحلة الحج في المشاعر المقدسة على أطباقهم المفضلة ومأكولاتهم الخاصة ببلدانهم. يقف جموع من حجاج نيجيريا والنيجر وكينيا تحت أحد الأنفاق في انتظار امرأة تشوي لحما بقريا على شكل شرائح طويلة يطلق عليها أكلة (الساريه) التي تعد من أبرز المأكولات، إضافة إلى مشروب يسمى (قدوقدو) وهو خليط من اللبن والدخن. فيما ينقسم حجاج الدول العربية ما بين الكبسة العربية والإدامات المشكلة إضافة إلى بعض السلطات الشهيرة. إلا أن وجبة حجاج باكستان والهند التي لا يمكن الاستغناء عنها وهي (المرقي) عبارة عن إدام بالدجاج مضافة إليه كميات كبيرة من البهارات الحارة. غير أن الحجاج الأتراك يفضلون الكباب المشوي والإسكندر، فيما يرفض حجاج جنوب شرق آسيا أن تخلو موائدهم من الساتي (دجاج أو لحم مشوي بطريقتهم) إضافة إلى (الدندن) وهو أيضا لحم ناشف وبعض الإدامات والرز والبيض تقدم بالبهارات الحارة أو الباردة، ويفضل الحجاج الإيرانيون على موائدهم كبسة الزعفران، ويركز حجاج تونس والمغرب على المشويات والبيتزا. هذه السفرة التي تعد من أقدم السفر على مستوى العالم، حيث تمتد لقرون عدة منذ بداية الإسلام، حيث إن الحجاج القادمين إلى مكةالمكرمة يتزودون بأطعمتهم في السابق ومن ثم يتم نشرها في مكةالمكرمة، الأمر الذي انعكس على أهالي مكةالمكرمة، حيث إنها المدينة الوحيدة التي تجد فيها مأكولات غالبية الدول العالمية وبعض سكانها تأثروا بهذه المأكولات التي جاءت من أقاصي الأرض إلى أقاصيها.