عاش الطريق إلى مسلخ جدة الشمالي منذ وقت باكر أمس كثافة مرورية غير مسبوقة مع توافد عدد كبير من المضحين عقب الفراغ من صلاة العيد، وامتدت حالة الزحام حتى محيط المسلخ وسط انتقادات واسعة من الزحام والاختناق وضيق المسارات الخاصة بالأضاحي وعدم التنظيم الذي وصفه البعض بأنه سبب رئيس في الزحام، كما انتقد المضحون الروائح غير المستحبة التي ظلت تنبعث في المكان ما أدى إلى حدوث ملاسنات مع العمال. ساعات انتظار مريرة صالات الذبح لم تكن أفضل حالا من محيط المسلخ، وطلب المواطن محمد الوهيبي من «عكاظ» الاقتراب والدخول لبوابة سير الأضاحي وقال مشيرا بيده «كما ترون هذا هو الوضع في أول أيام العيد لايوجد أي تطور في عملية تنظيم ذبح الأضاحي أنا هنا منذ الثامنة كنت في سباق مع الزمن من أجل ذبح أضحيتي غير أنني فوجئت بالزحام الذي امتد حتى خارج المسلخ.. أمضيت 4 ساعات ولم أصل إلى صالة الذبح حتى اللحظة». تركي السلمي يقول الجميع هنا ينتظر منذ الصباح والزحام الشديد الذي واجه الناس منذ الصباح دفع الكثيرين منهم إلى الانتظار المر الذي بلغ قرابة 4 ساعات، وأشار السلمي إلى ما اسماه (تلاعبا من بعض الجزارين بمضاعفة قيمة الرسوم الذي تحددها الأمانة ب 50 ريالا عن كل رأس). ويضيف سلطان الزهراني، أنه مازال منتظرا منذ الصباح وتحديدا بعد صلاة العيد، ومعه أضحيته التي بدا عليها التعب والإنهاك من الوقوف داخل مسارات ضيقة تحشر فيها الأضاحي، كما لاحظ وجود نساء متسولات داخل صالات الذبح يزاحمن المضحين ويقول «المسؤولون في المسلخ لم يراعوا الكثافة العددية طوال فترة أيام العيد، الوضع بحاجة إلى إعادة نظر». سعد محمد من سكان حي السامر شرقي جدة يزيد قائلا رغم أن هناك جهودا واضحة لتحسين الأداء والعمل داخل المسلخ، إلا أنه مع الأسف لم يعد مهيئا أو صالحا لمدينة مثل جدة، حتى وإن كان مسلخ ذبح، لأننا نريد ضمان سلامة ذبح الأضاحي وبحاجة إلى تهيئة المكان من جديد والاهتمام بالتنظيم والنظافة لتلافي بعض السلبيات التي تحدث كل عام وكل موسم. حملة السكاكين والسواطير جولة «عكاظ» لم تقف عند متابعة مسلخ جدة الشمالي، ورصدت الكاميرا تواجد الدوريات الأمنية من الشرطة والجوازات والبلديات والتي كثفت جهودها منذ الصباح الباكر على مدخل مسلخ جدة وفي عدد من الأحياء والشوارع لملاحقة ممارسي الذبح العشوائي، كما رصدت مواقع بيع المواشي على الطريق المؤدي إلى المسلخ وكذلك مداخل الأحياء، فيما انتشر حملة السكاكين والسواطير على جنبات الطريق، ومعظمهم من مخالفي نظام العمل والإقامة، الذين استثمروا المناسبة للحصول على دخل إضافي رغم عدم إجادتهم لأصول الذبح، ويتوجه أغلب العشوائيون إلى منازل سرية أو في فضاء وادي مريخ. مدير عام المسالخ وأسواق النفع العام الدكتور ناصر الجار الله عزا الزحام إلى كون المسلخ الرسمي الوحيد في جدة، والذي تجاوز عمره ال30 عاما، مشيرا إلى أنه سيتم إنشاء مسلخ جديد مجهز ومهيأ، وبه خمس صالات للذبح. وأضاف هناك جهود بذلت بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية المسؤولة واللجان المشاركة منذ وقت مبكر سبق دخول شهر ذي الحجة في سبيل تنظيم عملية ذبح الأضاحي والقضاء على السلبيات وفيما يتعلق بمضاعفة بعض الجزارين الرسم المخصص على المواطنين اعتبر الجار الله ذلك مخالفة فردية من الجزار، وفي حال رفع المواطن شكواه، وثبت ذلك فإن العامل يفصل ويعاقب فورا. ويؤكد الدكتور الجار الله أن إدارته وفرت 5 مسالخ يتوفر فيها 150 جزارا و7 أطباء للكشف على الذبائح وخلوها من الأمراض، و100 عامل و14 مراقبا و10 إداريين و13 سائقا و30 برميلا، إضافة إلى مكانس التنظيف والتطهير، إلى جانب إعداد مظلة لانتظار المواطنين خارج الصالات، بالإضافة إلى عمال النظافة، وعمل الرش المستمر للقضاء على القوارض والحشرات. وطالب الدكتور الجار الله بضرورة أن يعي المواطنون والمقيمون أن الذبح ليس اليوم الأول فقط وإنما هناك أربعة أيام تتيح الفرصة وتخفف معاناة الزحام، بالإضافة إلى أن هناك خمسة مسالخ لا مسلخ واحدا. وحذر الدكتور الجارالله من الذبح العشوائي، مؤكدا أن إدارته تكافح هذا النوع من الذبح بالتنسيق مع الجهات الأمنية الشرطة والجوازات، إضافة إلى البلديات.