أبدى عدد من المضحين ممّن توافدوا جماعات عقب الفراغ من صلاة العيد يوم أمس أمام مسلخ جدة الشمالي -شرق المحافظة- تذمرهم من الزحام «الخانق»، وتداخل الأرقام والإكراميات الجبرية، وعدم الجاهزية، وقالوا إن المسؤولين لم يراعوا الكثافة الموجودة، وجاءت الترتيبات أقل من الطموح. من جانبه عزا مدير عام المسالخ وأسواق النفع العام الدكتور ناصر الجار الله الزحام إلى كون المسلخ هو الرسمي الوحيد بجدة، لافتين إلى توقيع وترسية عقد إنشاء مسلخ جديد مجهز، وبه خمس صالات للذبح.. كاميرا «المدينة» لم تقف على متابعة مسلخ جدة فقط، بل رصدت أثناء جولتها في عدد من أحياء شوارع جدة انتشار المسالخ العشوائية، ومواقع بيع المواشي داخل السيارات بالشوارع الرئيسة، وداخل الأحياء فيما انتشر حاملو السواطير على جنبات الطريق، ومعظمهم من مخالفي نظام العمل والإقامة، الذين استثمروا المناسبة للحصول على دخل إضافي رغم عدم إجادتهم لأصول الذبح. تداخل الأرقام «تعالوا شوفوا الحال اللي صاير، لو سمحت يا أخ تعالَ صوّر اللعب اللي هنا»! في إشارة منهم إلى تداخل الأرقام، وعدم النظافة، والزحام الشديد الذى يدفع الشخص إلى المكوث لثلاث ساعات فما فوق لاستلام ذبيحته. في حين ذكر أحد المواطنين بأن هناك تلاعبًا من بعض الجزارين بمضاعفة قيمة الرسم الذي تحدده الأمانة، وهو 50 ريالاً على الرأس الواحد، وطلب هؤلاء الجزارين لخمسين ريالاً أخرى لهم، وذلك للاهتمام بالزبون وأضحيته. 3 ساعات وقال أحمد بن عبدالله مكثتُ منذ دخولي للمسلخ، ومعي أضحيتي، وحتى خروجي قرابة الثلاث ساعات، حيث دفعتُ رسمًا ماليًّا قدره خمسون ريالاً، وليس لدي أي امتعاض تجاه ذلك، إلاّ أن ما يجب مناقشته صراحة هو التنظيم، وإيجاد حلول جذرية لإشكالية الكثافة منقطعة النظير، والتي يشهدها المسلخ في مثل هذه المواسم من كل عام. محاولات الترضية أحد المسنين بدا متحفظًا على هذه الساعات التي يقضيها الناس داخل المسلخ طيلة نهار العيد، أن مستوى الخدمة جيد، وهناك محاولات ملموسة بالفعل لإرضاء الزبائن، ولكن من الصعب أن يرتقي المسؤولون بالعمل في ظل هذه الظروف لهذا المسلخ القديم، ومن الصعب الحكم بالدقة على ما يقدم من خدمات وسط هذه الأعداد التي أتت على هيئة السيول العارمة، وحبات المطر المتتابعة على المسلخ مضيفًا أن أعداد الناس داخل المسلخ تعني زحامًا مروريًّا لافتًا، وقد يكون خطرًا بالخارج أمام بوابة المسلخ حتى مسافات بعيدة تصل إلى منتصف الجسر المؤدّي إلى شارع فلسطين غربًا. هوس الإكرامية أبو حسن قال إن هناك استغلالاً مارسه بعض الجزارين من الجنسيات المختلفة مع المستفيدين من المسلخ من المواطنين والمقيمين، بمحاولة إشعار الزبون بأن عليه الدفع له إكرامية معينة تصل إلى الضعف، وذلك للاهتمام به وبأضحيته! وذبحها له على نحو يرضيه عنها. جهود تكاملية من جانبه أوضح مدير عام المسالخ وأسواق النفع العام الدكتور ناصر الجار الله بأن هناك جهودًا بذلت بشكل تكاملي مع عدد من الجهات الحكومية المسؤولة واللجان المشاركة منذ وقت مبكر سبق دخول شهر ذي الحجة في سبيل تنظيم عملية ذبح الأضاحي والقضاء على السلبيات المختلفة التي تواجه في كل عام والتي يأتي في مقدمتها الكثافة العددية التي تواجهها المسالخ الرسمية، وهذه ليست بمستغربة كون جميع سكان جدة يعتمدون على مسلخ محوري واحد، وهو المسلخ الشمالي كونه الرئيسي؛ لذلك تم رفع تقارير بضرورة إنشاء مسلخ آخر بديل بسعة وإمكانيات أكبر. وكشف ل»المدينة» بشكل خاص أنه تم الموافقة واعتماد مبلغ مبدئي 50 مليون ريال لإنشاء مسلخ بديل بنفس الموقع بمساحة خمسة واربعين الف متر مربع سيجهز خلال عامين، وبه خمس صالات للذبح، وهو مجهز بشكل تقني هائل ومزود بالكاميرات وشاشات العرض الضخمة في قاعات الانتظار ليتابع كل مواطن ذبيحته عن قرب دون التوغل والدخول لدى الجزار ممّا يسبب الفوضى وإعاقة عمل الجزارين والتسبب في عدم إتقان عمال النظافة لعملهم لاسيما وأن هذا المسلخ تجاوز الثلاثين عامًا حتى الآن، وانتهى عمره الافتراضي، وسيتم ربط المسلخ المركزي الجديد والذي تم توقيع عقده قبل يومين مع إحدى الشركات المتخصصة بخمس نقاط موزعة على محافظة جدة لاستقبال طلبات المواطنين وهي تعمل على مدار العام ليس بالمواسم فقط أمّا ما يتعلق بمضاعفة بعض الجزارين الرسم المخصص على المواطنين وهو 50 ريالاً على الذبيحة الواحدة فقد يكون ذلك بمخالفة فردية من الجزار، وفي حال رفع المواطن بشكواه، وثبت ذلك فإن العامل يُفصل ويُعاقب فورًا.