«أين ماما ودوني لماما» كانت تلك العبارة الوحيدة التي ترددها طفلة الأربع سنوات في صعيد عرفات أمس، حيث سيطر عليها الخوف بعد إحساسها بفقد والدتها بين الحشود الكثيفة التي تحجب الأفق، فكانت «عكاظ» اليد الحانية التي خففت من وطأة الضياع التي أحست به والدموع تنهمر من عينيها بغزارة، فأخذنا بيدها الصغيرة ومضينا بها بين أفواج الحجاج حتى تعرفت عليها إحدى السيدات وكانت أمها التي تبحث عنها. وفي مشهد آخر، وفي موقع آخر وجدت «عكاظ»، طفلا لم يتجاوز عامه الثاني نائما على دراجة نارية مع رجل كان يحاول إيصاله إلى ذويه، وما هي إلا لحظات ويفاجأ بقبلات من رجل آخر كان يركض صوبه بقوة ويقول: «هذا ابني هذا ابني» وبعد التأكد من شخصيته تسلم الوالد المصعوق ابنه التائه ولسانه ينطلق بالحمد لله.