ما أعظمه من عيد وما أجلها من ليال مباركات يستحب فيها الإكثار من العمل الصالح، عيدنا يأتي بعد يوم عظيم اجتمع فيه الناس على صعيد واحد في عرفات الخير والمغفرة والعتق من النيران وهو اليوم الذي من لم ينل فضل وشرف الوقوف فيه على صعيده الطاهر صامه فكان له الأجر الكبير من تكفير السنة التي قبله والسنة التي بعده كما أخبر المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. عيدنا هو يوم النحر وهو أفضل الأيام وأحبها إلى الله وجاء موافقا ليوم الجمعة الذي هو خير يوم طلعت عليه الشمس، في هذا اليوم العظيم تنحر الأنعام تقربا إلى الله عز وجل ويتصدق منها على المساكين ويهدى منها للأقارب ويأكل منها الأهل والأبناء، والأضحية هي من أفضل القربات والطاعات، إذ جاءت مقرونة بالصلاة في كتاب الله عز وجل، قال تعالى: «فصل لربك وانحر». تأملت في عيدينا الفطر والأضحى فوجدتهما يأتيان بعد أيام تستنفر فيها القلوب المؤمنة للعبادة وتجتهد فيها الأبدان بالأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله وتلهج فيها الألسن بالدعاء والذكر فحمدت الله وشكرت فضله وكرمه أن جعلنا مسلمين .. إخوتي دعونا نهجر هواتفنا في هذه الأيام ونذهب لزيارة أقاربنا وأرحامنا ونسأل عن أحوالهم فقد يكونون في أمس الحاجة لدعمنا ومساعدتنا، دعونا نشغل أوقاتنا بالتكبير والتسبيح والتهليل، نكتب ما يفيد ويرضي الله عز وجل في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والواتس. وبهذه المناسبة العظيمة أرفع أسمى أيات التهاني والتبريكات لمقام والدنا خادم الحرمين الشريفين أيده الله وولي عهده الأمين وللشعب السعودي الأبي سائلا المولى جل في علاه أن يحفظ بلادنا وقيادتنا من كل سوء ومكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار وأن يرد كيد من أراد هذا الوطن العظيم بمكروه في نحره. وكل عام والجميع بألف خير وعافية. [email protected]