انتهى لقاءا ذهاب نصف النهائي الآسيوي وانتهينا معهما إلى خلاصة مفادها أن أربعة أولسان بهلال الرياض لم تكن مزحة من ذوي العيون الضيقة. في اللقاء الأول الذي جمع قطبي جدة كان الأداء مخيباً من الطرفين، أما في الثاني فقد سحق الكوريون غريمهم الأوزبكي في عقر داره بنصاب ثلاثي مقابل واحد. وبين نتيجة جدة ونتيجة طشقند يجب أن يضع السعوديون أيديهم على قلوبهم. تطايرت الآراء وانخرط النقاد بل والجميع في دراسة وتحليل عوامل خروج الهلال من الآسيوية. قيل نحس الهلال! وقيل ترديه الفني، وقيل لعوامل نفسية، لكن لا أحد سوى قلة قليلة أشار إلى حقيقة أن الكوريين لم يهزموا مطلقاً في مشوارهم الآسيوي، ففازوا بثمانية لقاءات وتعادلوا في اثنين فقط، ما يؤكد شدة بأسهم وعلو كعبهم المطلق على خصومهم. لم تكن أربعة أولسان بمرمى السديري وفي قلب الرياض إلا رسالة صريحة لا أظن أنها قرأت كما يجب. تهاون بها الأوزبك فدفعوا الثمن خروجا مبكراً من اللقاء الأول على الأرجح جداً، وحتى لا ندفع ثمناً إضافياً غير الذي تكفل الهلاليون بسداده غالياً أظن أن الفائز من كبيري جدة بحاجة ماسة إلى أن يعي خطورة ما ينتظره، لحم أولسان الفني مر ومهمة انتزاع البطولة من ملعبه تبدو مهمة محفوفة بالمخاطر. وفضلا عن تفوق الكوريين الفني المبدئي ثمة عوامل أخرى لا تقل أهمية أبرزها الخمول الفني المحبط الذي بدت عليه قمة جدة الآسيوية، فلا الاتحاد كان بالشراسة المعتادة ولا الأهلي ظهر بألقه المعهود. ثم إن النهائي الحلم سوف يقام بملعب الكوريين وهذا ما يعقد ما هو شديد التعقيد أصلا. ولا يمكن تناسي الخسائر الحتمية التي ستطول الممثل السعودي في نهائي كوريا بعد خروجه من لقاء إياب برسم تنافسي ملتهب عكس أولسان المرتاح بنتيجة الذهاب. كل هذه المعطيات تستلزم تفهماً رسمياً وإعلامياً وجماهيرياً بتقبل نتيجة النهائي والتعامل معها بهدوء وروية وواقعية فيما لو لم تكن إيجابية. كما أنها تنبه النادي المعني بأن أولسان لم يكن يمزح أبداً حين تجاوز خصومه برباعية وثلاث ثلاثيات، ولم يكن يناور وقتما ضرب بعنف خارج ملعبه، فكيف يمكن تخيل الحال داخل عرينه! لا أستطيع المجازفة بوصف انتزاعنا الذهب الآسيوي بالمهمة المستحيلة، لكنني لن أتردد بالقول إنها خليط من الصعوبة والاستحالة، إنها مهمة (صعبحيلة) بامتياز، ولكن هل تعترف كرة القدم بالمعطيات؟!