ربح باعة في متاجر ومحلات في المدينةالمنورة أكثر من لغة إلى جانب ربحهم المادي الوفير.. وطبقا للواقع فإن شبانا في المنطقة المركزية نجحوا في التقاط واستيعاب وإجادة أكثر من لغة بعد اندماجهم الدائم والمستمر مع حجاج بيت الله من كافة الأجناس والبلاد. ورصدت «عكاظ» قدرة الباعة على التعاطي مع اللغات والدخول في مفاوضات بلغات أجنبية مع المشترين والزبائن. أحمد سليمان (بائع ذهب) يقول: كنت أعاني في التعامل مع الحجاج بسبب حاجز اللغة والفهم المشترك، وكانت الحواجز تزداد اتساعا بسبب طبيعة المجوهرات والتفاوض في سعرها ووصف حالتها للزبون، لكن مع الاحتكاك المستمر والإصرار في تعلم لغة القوم تمكنت من إجادة أكثر من لغة واكتساب خبرة واسعة في هذا المجال. وأضاف أنه تعلم اللغة الأجنبية في أقل من خمسة أشهر. أما الشاب نبيل عبدالرحمن بائع خردوات فيقول: (دو ريال) (بنج ريال) (دس ريال) سألناه عما يقول فأجاب أنه يستجلب زبائنه بلغة الأوردو، ويعني بكلماته تلك ريالين وخمسة وعشرة ريالات، ويضيف عبدالرحمن «أنه تعلم أكثر من لغة منها الأوردو والتركية والفارسية والنيجيرية والإندونسية والإنجليزية». وأضاف: نتعرف إلى كل حاج وزائر من خلال ملامح وجهه ونتعامل على الفور معه بلهجته قبل أن يتكلم، ومنهم من يكتفي بالتخاطب معنا باللغة الإنجليزية. وذكر فهد الصاعدي (صاحب محل بيع ساعات) أنه يفضل توظيف الشبان من أصحاب اللغات، الذين لهم القدرة على التعامل مع كافة الأجناس بدلا عن لغة الإشارة المتعبة، وبين الصاعدي أن كثيرا من الباعة السعوديين لا يحملون سوى شهادات متوسطة التعليم ويتحدثون بلغات العالم. محمد البيجاوي مدير فرع وزارة الحج في المدينةالمنورة قال «إن الاحتكاك اليومي بين الباعة والحجاج وأيضا موسم العمرة والحج، عاملان مساعدان حتى يتقن الباعة لهجة الحجاج ولغاتهم المتعددة».