انقضت سنوات طويلة وشركة الكهرباء تؤكد لنا أن انقطاعات التيار ناتجة عن زيادة الأحمال، حتى بتنا نعتقد أن الحل الوحيد لهذه المشكلة التي لا يبدو أن بيد شركة الكهرباء حلا لها، بل وليست مسؤولة عن وضع حل لها ما دمنا نحن السبب فيما يحدث من انقطاعات، بتنا نعتقد أن الحل هو أن نشغل المكيفات شتاء لأنها تزيد الأحمال صيفا، ونضيء المصابيح ظهرا لأنها تزيد الأحمال ليلا. كنا نعتقد أن ذلك هو السبب، حتى كشف تقرير أخير لهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج عن أن 75% من أعطال الكهرباء يعود لأعطال الكابلات وانقطاع الخطوط الهوائية بتأثير العوامل الجوية وما يصيب شبكة النقل من خلل، إضافة لتعطل وحدات التوليد الرئيسية والمعزولة، كما كشف التقرير عن تراجع مشكلة زيادة الأحمال التي ظلت السبب الذي تلوح به شبكة الكهرباء سنوات طويلة. ولم يفت على شركة الكهرباء أن تؤكد لمشتركيها بما يشبه الاعتذار أن أعطال الكابلات مردها إلى انقطاع التيار عنها لسبب خارج عن إرادة الشركة، وهو اعتذار يبدو مضحكا من ناحية، ومثيرا للغيظ من ناحية أخرى، ذلك أن أيا من المواطنين الذين تضطهدهم الشركة بانقطاعات التيار عنهم لم يقل، بل لم يدر بخلده، أن تلك الانقطاعات تتم بإرادة الشركة وترتيبها، لكي تقول الشركة أن تلك الانقطاعات تحدث لسبب خارج عن إرادتها. مسؤولية الشركات التي تقدم الخدمات للمواطنين، وعلى رأسها شركة الكهرباء، تتمثل في أن عليها أن تعالج كافة الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الإخلال بخدمة تعاقدت مع المواطن عليها، وحين تتقاعس أي شركة عن ذلك، لا يكون لها عذر، حتى وإن حاول المسؤولون فيها أن يتظاهروا بالبراءة، معلنين أن هذه الأسباب خارج إرادة الشركة. على شركة الكهرباء أن تدرك أنها مسؤولة أمام المواطنين الذين تعاقدت معهم على توفير الخدمة لهم، وأن تحتفظ لنفسها بأسباب الخلل وباعتذاراتها وتفسيراتها، فالمواطن ليس مسؤولا عن مولدات تتعطل وشبكة هوائية لا تقاوم الأحوال الجوية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة [email protected]