قرأت حوارا صحفيا لمديرة مؤسسة رعاية الفتيات بمكة المكرمة، يفتح الكثير من الاستفهامات تخص شريحة نساء مظلومات ابتلين بارتكاب أخطاء وجرائم تتفاوت درجاتها، منذ زمن وأنا أتمنى جمع مديرات مؤسسات رعاية الفتيات بالمملكة ووضع جدول اجتماع زمني لكتابة توصياتهن واقتراحاتهن وإرسالها بشكل رسمي للجهات المسؤولة، وإن كان هذا الاجتماع يحدث دون أن أعلم فإما أن المديرات لا يملكن صوتا قويا أو أن الجهات المسؤولة تنظر إلى أوراقهن بإهمال متعمد، في كل حوار مع مديرة رعاية فتيات أحاول اكتشاف هذا الأمر لكني لم أستطع، أحاول أيضا أن أكتشف ما دور مديرات مؤسسات رعاية الفتيات في التأكد من أن إصرار الأهل على استلام الفتاة مرده رغبة صادقة في استلامها ووجود تسامح حقيقي لضمان عدم انتقام الأسرة من الفتاة المسكينة التي ينظرون إليها سببا في تشويه سمعة الأسرة، إصرار أهل الفتاة على استلامها لا بد من دراسته من قبل عدة جهات تستطيع ضمان سلامة الفتاة، ورغم كل الملاحظات لا يفوتني أن أشيد بمجهودات الكثير من مديرات مؤسسة رعاية الفتيات في الكثير من مناطق المملكة على ما يبذلنه من مجهود جبار بالإشراف على تأهيل الفتيات ومحاولة عودتهن للانصهار في نسيج المجتمع مرة أخرى كنساء منتجات وصالحات، دور رعاية الفتيات دور اجتماعية وإنسانية تحتاج تكاتف جميع الجهات لضمان نجاح دورها، كان بودي لو أنه تم عزل المتهمات حسب نوع جرمهن، لأنه من المضر جدا الجمع بين المتهمات بجرائم القتل مع المتهمات بالخلوة لتفاوت حجم الجريمة ولضرره على الفتيات وعلى أخصائيات الدور، لأن دورهن يختلف مع كل نوع جريمة، وقد شددت مديرة مؤسسة رعاية الفتيات بمكة المكرمة على أن أغلب قضايا الفتيات ناجمة عن انفصال الأبوين، وهي بذلك أعطتنا بابا مهما للبحث والتقصي الجاد لنتمكن من إقفاله، على سبيل المثال وضع حصص في مدارس البنات والجامعات لمساعدة الفتيات على تجاوز مشاكل انفصال الأبوين، توزيع كتيبات تتحدث عن هذه المشكلة وحلولها عبر أقوى المختصين وتسليمها لكل فتاة حتى يقرأها الجميع، لا بد من حملة وطنية شاملة لمساعدة أبناء المطلقين وحمايتهم من أن يكونوا السواد الأعظم في السجون ودور رعاية الفتيات!. إن مديرة مؤسسة رعاية الفتيات بمكة المكرمة فضحت جهلنا وأقامت علينا الحجة، إن كنا نريد فعلا إصلاحا اجتماعيا حقيقيا!. [email protected]