أثناء الحرب الأهلية الأمريكية ألقى الرئيس إبراهام لنكولن خطاباً أشار فيه بشيء من التعاطف للثوار في الجنوب ، ولكن موقفه هذا أثار سيدة مسنة من المتعصبين للوحدة ، فهاجمته لحديثه المتعاطف مع العدو ، في الوقت الذي كان عليه أن يفكر في تدميرهم ، فرد عليها لنكولن بهدوء قائلاً : يا سيدتي ! ألا تعتقدين أني أدمر أعدائي عندما أحولهم إلى أصدقاء. إن أحد هذين اللفظين (الحوار والجدال) ، أكثر أدباً ورُقياً من الآخر ، كما أنه أسرع وصولاً إلى قلوب الآخرين ، وهو ينم عن رغبة للوصول إلى الحق والانتصار له ، وليس الانتصار للذات وإفحام الطرف الآخر. الحوار (لغة) * الحوار : حديث يجري بين شخصين أو أكثر. * حاوره مُحاورة وحِواراً : أي جاوبه وجادله. * حاوروا : أي تراجعوا الكلام بينهم. الجدال (لغة) * جادله مجادلة وجدالاً : أي ناقشه وخاصمه. * تجادلا في الأمر : أي تخاصما فيه. * جَدِلَ جَدَلاً : أي اشتدت خصومته. إذاً ما هو الفرق بين هذين الافظين؟ كنت جالساً في أحد المجالس مع بعض الاصدقاء وكنا نتكلم عن الفرق بين الحوار والجدال ، فقال احد الاصدقاء ليس هنالك فرق بين اللفظين ، واستدل بقوله تعالى: ((وجادلهم بالتي هي أحسن)) فسألته ما المقصود وجادلهم في هذه الايه الكريمه ، فقال يعني حاورهم ، فقلت له إذاً هنالك فرق لان الله سبحانه وتعالى قال ((وجادلهم بالتي هي أحسن)) ، لحظ بالتي هي أحسن يعني حاورهم بهدوء ، لان الحوار هو : نقاش بين شخصين أو أكثر ، لتوصيل معلومة أو الإقناع بفكرة ، بشكل هادئ وجميل ولا يكون فيه أي خصومه ، أما الجدال يا خي هو : حديث بين شخصين أو أكثر ، لإفحام الطرف الثاني أو إقناعه بفكرة معينة ، يغلب عليه الصوت المرتفع والتعصب لرآي. أخواني يجب علينا أن نعي جيداً الفرق بين هذين اللفظين لكي نستطيع التواصل بكل محبه وموده.