دورة تأهيلية للزواج تماماً كالفحص الطبي هذا ما أرجوه للتصدي لطوفان الطلاق ، فقد كشفت آخر الإحصاءات المتوفِّرة عن وجود حالة طلاق كل نصف ساعة في المملكة.. شيء مؤسف للغاية .. هذا الطوفان العظيم يهدد استقرار المجتمع وأمنه فمن تداعياته السيئة ، انهيار الأسر، وتشريد الأبناء ، وتقطيع الأواصر» خراب بيوت « فلابد من وجود حلول جذرية أقصد سدوداً منيعة لهذا الطوفان يتكاتف فيها المجتمع كله وبكافة تخصصاته ومسئولياته، العلماء والخطباء الأجلاء والإعلام الأفاضل كل يبني سداً عظيماً يحول دون فيضانه مع الشكر بالتوعية وحث الزوجين على احترام ميثاق الزواج «عهد الله وميثاقه» حماية للأسر ومحافظة على تماسكها. أرجوكم وقبل أن تنقطع شعرة معاوية أن تفكروا ولا تتسرعوا ، فنعم للثقافة الزوجية ، ونعم للحوار ، ومرحباً وأهلاً بشرطي الزواج الناجح « الفحص الطبي والتأهيل للحياة الزوجية » ولهم الأجر وفيهم الأمل والرجاء بعد الله . لنبدأ باسم الله ثم بأمر هام في الحياة الزوجية ، نبدأ بجرعة للوقاية من وباء الطوفان «الطلاق البغيض» ، نبدأ بدورة تأهيلية للحياة الزوجية للزوجين قبل الزواج على أن تكون شرطاً من شروط الزواج فلا يتم الزواج إلاّ بالنجاح فيها وبتقدير ممتاز ، في البداية سيجد هذا الشرط تذمراً وعدم قبول كالفحص الطبي في السابق لكن في النهاية سيعترف الجميع بأهميته بل وسيصرون عليه . هذا الشرط بالطبع سيسهم بتوفيق الله في الحد من ارتفاع نسبة الطلاق أو حتى في انخفاضها . توجد أسباب أخرى لها دور كبير في ازدياد نسبة الطلاق كما ذكرها بعض المحللين كالتقاليد القديمة ، كسلطة بعض الآباء واتخاذهم القرار الأحادي في تزويج أبنائهم خاصة البنات ، أرجو من علمائنا الأجلاء مع الشكر مزيداً من التوعية في المساجد وعلى المنابر ، ومن الإعلام مشكورين الإكثار من البرامج التوعوية لمثل هؤلاء ، اختلاف فلسفة الزوجين في الحياة سبب من الأسباب أيضاً ، ووقوف كل شريك تجاه الآخر وقوف الند للند لتتصادم المواقف وتتعارض من الجهل بالحياة الزوجية ، وكذلك شعور الزوج بأنه لم يعد محور اهتمام الزوجة الأول لانشغالها بالبيت والأولاد خاصة الموظفة التي تعجز عن التوفيق بين بيتها وعملها يدفع بالزوج للبحث عن هذا الاهتمام خارج المنزل ، وقد يفكر في بديل تعيد له الاهتمام المفقود ، أو في الطلاق فتزداد نسبته -لا أحمل الزوجة تبعات ما يحدث - خاصة في حالة الظروف الاقتصادية التي تحتم عليها العمل بموافقة الزوج ، ولا أعذر زوجها على تصرفاته التي فيها الكثير من الأنانية والإجحاف ، بل ألومهما معاً على إهمال الجانب الهام في حياة الأسرة وهو الحوار الإيجابي .. فإن فاتتهم الدورة التأهيلية للزواج فلم تفتهم الكتب الثقافية للحياة الزوجية ، ولم يفتهم الحوار الإيجابي وفي أوقات مناسبة ، وجو هادئ ، شرط أن ينحصر كل حوار في موضوعة دون أن تتشابك أو تتشعب المواضيع حتى لا يفقد الحوار جدواه ، ويكون بعيداً عن الأنانية والانفعالات وتبادل الاتهامات وعلى أن يُشعر كل طرف الطرف الآخر بأهميته وبأنه المحور لحياته وأن الحياة تدور من حوله ولأجله تزداد مساحة الحوار وتتسع فلا للخلافات بعدها وسيتأكد الزوجان أن كل مشاكلهما العائمة سببها الجهل بالحياة الزوجية وانعدام الحوار. أرجوكم وقبل أن تنقطع شعرة معاوية أن تفكروا ولا تتسرعوا ، فنعم للثقافة الزوجية ، ونعم للحوار ، ومرحباً وأهلاً بشرطي الزواج الناجح « الفحص الطبي والتأهيل للحياة الزوجية «. [email protected]