تشهد مكةالمكرمة، غدا، افتتاح «ندوة الحج الكبرى» التي تنظمها سنويا وزارة الحج، واختارت لها عنوان «الحج.. عبادة وسلوك حضاري» لهذا العام. ويفتتح وزير الحج الدكتور بندر الحجار، صباح بعد غد، الندوة رسميا، بحضور مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. وتدرس الندوة، التي تختتم الاثنين، 35 بحثا لعلماء وباحثين ومختصين من عدة دول إسلامية في تسع جلسات علمية، مع وجود أربع محاضرات لكل من الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والمستشار في الديوان الملكي إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد (جهود المملكة في توعية الحجيج بمقاصد الحج وفي تنمية السلوك الحضاري أثناء أدائه)، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس (الحج.. عبادة وسلوك حضاري)، والدكتور عبدالوهاب أبو سليمان (الدماء في الحج.. المقاصد، الفقه، السلوك). تبادل الآراء إلى ذلك، أوضح وزير الحج الدكتور بندر الحجار أن لقاءات العلماء والمفكرين المثقفين في ندوات الحج الكبرى سنويا فرصة لتدارس قضايا الأمة. وتطرق الدكتور الحجار إلى موضوع الندوة، موضحا أن السلوك الحضاري في العصر الحاضر أصبح مطلبا أساسيا في حياة الأفراد والشعوب والدول، بل أصبح هاجسا يؤرق كثير من الناس. وأكد أن أهم مردودات اللقاء هو تبادل الآراء وربط الصلة بين المتخصصين والعلماء والمفكرين العرب والمسلمين، سعيا للنهوض بالأمة لإعلاء شأنها، ومن ضمن ذلك توعية ضيوف الرحمن بما يجب أن يحاطوا به ليؤدوا نسكهم وفق مراد الله عز وجل ليفوزوا بحج مبرور، وليعودوا إلى بلدانهم سالمين غانمين فرحين برحلتهم الإيمانية إلى الديار المقدسة التي تستقبلهم وتودعهم بالطيب والمحبة. أفكار العلماء أما الأمين العام للندوة الدكتور هشام بن عبدالله العباس، فأوضح أن الوزارة تسعد كل عام بالتقاء نخبة من ضيوف الرحمن في ندوتها السنوية؛ لتدارس متطلبات الحج وشؤونه، لتخرج من هذا الملتقى بأفكار طيبة بناءة، واتجاهات مباركة لترشيد السلوك العام أثناء تأدية المناسك من أجل مزيد من التيسير للحجاج، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى اختيار عنوان «الحج عبادة وسلوك حضاري» موضوعا للندوة هذا العام، حيث يتدارس المشاركون مفهوم وأبعاد العبادة والسلوك الحضاري في الحج، ويقفون عن كثب على جهود المملكة في هذا المجال، ليكون الحج دائما وأبدا مدرسة يقتدى بها لتنمية السلوك الحضاري وترسيخه والالتزام به أثناء أداء فريضة الحج، وفي شتى مراحل الحياة الإنسانية ووجوهها ومجالاتها. المحاور والأهداف وتدرس الندوة خمسة محاور، هي: مفهوم العبادة ومقاصدها في الإسلام، الحضارة والدين والعبادة، الحج مناسك ومقاصد، مظاهر السلوك الحضاري في الحج، جهود المملكة في رعاية الحجيج، وتنمية السلوك الحضاري في الحج. كما ركزت أهداف الندوة على سبع نقاط، هي: التأكيد على العلاقة الوثيقة في الإسلام بين العبادة والأخلاق، إبراز أثر العبادة في السلوك الفردي والجماعي للإنسان المسلم، الربط بين شعائر الحج التفصيلية ومقاصده الفكرية والروحية والاجتماعية والاقتصادية، التأكيد على أن العبادة والحضارة متوافقان وغير متنافرين، ترسيخ مبدأ احترام الأنظمة واللوائح والمواعيد والتعليمات المنظمة للحج كسلوك إسلامي حضاري متميز، تعميق مبدأ شعيرة الطهارة والنظافة في الإسلام والمحافظة على بيئة الحج من الفساد والتخريب والتشويه، إبراز جهود حكومة المملكة في رعاية الحجيج، وتنمية السلوك الحضاري في الحج.