من أبرز أعمال الخير المنتشرة في طرقات جدة التاريخية (البلد) برادات مياه السبيل، حيث يتم وضع مياه من أجل أن يشرب منها المارة من الناس، واختلف وضع مثل هذه المياه عما كان في السابق حيث إنها كانت فيما مضى عبارة عن مياه قريبة من منزل الشخص المتبرع، أما الآن فتحولت إلى وضعها في شكل مستقل على شكل «برادة أو خزان» داخل شبك لحفظها من التلف أو الهدر. وتنتشر مياه السبيل في سوق العلوي وأروقة البلد المختلفة والأزقة المتفرعة من المنطقة، إذ تتواجد برادات مياه السبيل بالطرقات العامة والشوارع الرئيسية وبالقرب من الأسواق ويتم تركيبها بالاتفاق مع أصاحب المنازل، حيث يتكفل بتوصيل الكهرباء فقط وأما تعبئتها فتتم عن طريق أهل الخير. محمد صالح أحد الذين وضعوا برادة أمام محله يقول «منذ ست سنوات وضعت هذه البرادة بعد أن لمست حاجة العمال في المنطقة إلى الماء البارد، فهم يعملون منذ الصباح الباكر في عمل مضنٍ ومرهق ويتوقون إلى شربة ماء بارد تروي ظمأهم بعد عناء يوم كامل وأشعر بسعادة عندما أرى الناس ينهلون منها وقد احتسبتها عند الله كصدقة جارية لأحد أقربائي وأسأل الله القبول. علي عبدالله أحد العاملين في سوق العلوي وصف هذه البادرة بأنها مشاركة إنسانية اجتماعية فعملنا يعتمد على الجهد البدني المرهق ونكون خلال ساعات العمل أحوج ما نكون إلى نقطة ماء باردة، كما أن السوق يكتظ بالمرتادين الذين يأتون إلى المنطقة للشراء أو للنزهة ومثل هذه البرادات تكون ملاذا لإرواء عطشه. وأضاف: هذه البادرة بدأها أحد اصحاب المحلات مما شجع الآخرين على وضع هذه البرادات أو ما يسمى ب(الترامس) وكلا على نيته فمن وضعها كصدقة ومن يضعها لأسباب أخرى. أمين خالد علق قائلا: إن هذا العمل من باب التعاون على البر والتكافل بين المسلمين وهذه عادات المجتمع السعودي، فهو مجتمع خير بطبعه وليس غريبا على أبنائه ما يقومون به من فعل للخير ابتغاء رضى الرحمن.