يعيش السوريون المقيمون في الخارج حالة من التوتر الدائم، نظرا للأوضاع التي تمر بها بلادهم، إذ لم تقتصر المآسي على الدمار والتهجير القسري من البيوت، بل وصل الأمر إلى ظاهرة جديدة وهي الاختطاف. ويقول محمد أحمد برغل في استطلاع ل«عكاظ» إن مجموعة مجهولة الهوية خطفت أخاه من محله التجاري في ريف دمشق وطالبت بفدية مالية قدرها مليونا ليرة، ما يقارب 120 ألف ريال، خصوصا عندما علموا أن أخاه يعمل في السعودية، وبالفعل لم يتم إطلاق سراحه حتى تم دفع الفدية. فيما تقول أم فادي من دمشق وهي امرأة مسنة تعيش في جدة مع أحد أبنائها، إن مجموعة أشخاص تناوبوا على الاتصال بابنها في جدة، وطلبوا فدية، ولم يتمكنوا من دفع الفدية، نظرا لبعض العوائق، وبعد أيام تلقوا نبأ مقتل ابنهم. إن هذه الظاهرة باتت متكررة ومشهورة في معظم المدن السورية، خصوصا في حمص وريف دمشق. فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع قصة لأحد الناشطين أو أبناء عائلات غنية، ولا سيما من الفتيات، وهنا يبدأ سيناريو المساومات من أجل الحصول على الفدية. ولا توجد جهة تعترف بوجود المخطوف لديها، وغالبا ما يتحمل الشبيحة مسؤولية تلك العملية، خصوصا أن النظام بات عاجزا عن دفع رواتب الشبيحة، فأطلق يدهم للخطف وطلب الفدية وسرقة البيوت وبيع محتوياتها. وتدعي الجهة الخاطفة أحيانا أنها من الجيش الحر لتشويه سمعته، وتغض قوات الأمن الطرف عن تلك الجهة الخاطفة، فيما بدأت تتشكل جماعات من أصحاب السوابق يقومون بعمليات السرقة والخطف تحت مسمى الجيش الحر، وفي الوقت عينه تتعامل مع النظام بشكل مباشر. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعرض ما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص للخطف في مختلف المناطق السورية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد منتصف آذار 2011. ويترك المخطوفون خلفهم أهلا وأقارب قلقين، حالهم كحال الآلاف من الأشخاص الذين تحتجزهم القوات النظامية وغالبا من دون محاكمة. ويقول مدير المرصد رامي عبد الرحمن «الجميع يخطف الجميع لتبادل السجناء أو المطالبة بالمال، إضافة إلى مجموعات من المجرمين يريدون فقط ابتزاز عائلات الضحايا من أجل الحصول على فدية». ويضيف عبدالرحمن بحسرة «أصبحت الحياة رخيصة جدا في سورية». هذا وجرى إنشاء صفحة بعنوان «مفقودين» وأخرى «تجمع أمل للمفقودين في سورية» على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، حيث يتم عرض صور لرجال ونساء وأولاد هم ضحايا الخطف في سورية، في وقت ترتفع فيه نسبة هذه العمليات في مناطق مختلفة من البلاد الغارقة في الفوضى.