ثمن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك الموقف الإنساني النبيل للمواطنة مرزوقة الوابصي، والتي تنازلت شرعا بمحكمة تبوك الكبرى عن قاتل ابنها بمنطقة تبوك مؤخرا لوجه الله تعالى دون طلب أي مبلغ من ذوي القاتل. ونوه أمير منطقة تبوك أن موقف الوابصي عظيم ويمثل نموذجا حقيقيا للغة التسامح والعفو وابتغاء الأجر من الله، وأعلن عن تشكيل لجنة خاصة لدراسة حالتها ووجه بصرف مبلغ مجز لها وصرف راتب شهري أيضا، وفي التفاصيل أن الشاب سهيل مطير البلوي، 19 عاما، تعرض للقتل إثر مشاجرة مع شاب آخر في حي الروضة في تبوك قبل عام ونصف. وأبانت ل «عكاظ» والدة القتيل سالم، وهي تدعى مرزوقة الوابصي أن المصاب عظيم بالنسبة لها كونه ابنها الكبير الذي كان يعول أسرتها بعد وفاة والدهم. وزادت «جاءتني وجاهات وقدمت لي الملايين إلا أنني استخرت الله وفضلت أن أعفو عن القاتل لوجه الله، طلبا من الله أن يرحم ابني المغدور وأن يغفر للقاتل». بدأت القصة قبل عامين، حين أقدم الشاب بندر عايد البلوي، على قتل الشاب سهيل مطير البلوي، إثر مشاجرة بينهما، ليرحل ابن مرزوقة تاركا خلفه والدته الأرملة وأخواته الأربعة. وأوضحت مصادر مقربة من الأم، أنه عرضت على مرزوقة عمارة سكنية مقابل التنازل ورفضت، ثم عرضنا عليها مليون ريال ورفضت أيضا، ثم عرضنا عليها مليوني ريال إلا أنها كانت ترفض كل ذلك، وأضافت المصادر أنه بعد أيام من صدور حكم القصاص، بمراجعة المحكمة، طلبت مقابلة الجاني، وحين حضر إلى المحكمة قالت له أمام القاضي «يا بندر أنا معفيتك لوجه الله، أنا من ربيت سهيل، وأنا أتنازل عنك الآن لله ولا أريد إلا ما عند الله». وأجزلت مرزوقة الشكر لأمير منطقة تبوك، مثمنة موقفه الإنساني غير المستغرب عليه.