غريب حظنا مع الخدمات، في الحقيقة هو ليس حظا، هو (سوء دبرة) وضعف رقابة، وأهم من هذا وذاك ضياع حقوق وأمن من العقوبة. خدمة البريد السريع خدمة عالمية تربط بين الناس في أنحاء العالم، سواء المتقدم والمتخلف؛ لذا فإنها يفترض أن لا تقبل أشكال القصور وإشكالياته في أي بلد طالما أنها تواجدت فيه، وضربت أطنابها وفروعها في جنباته، وهذا ما يحدث فعلا في كل أنحاء المعمورة، بما فيها دول العالم الثالث الأقل نموا من المملكة، حيث يمكنك إرسال واستلام طرد بالبريد السريع وبالسرعة المتفق عليها، شريطة تواجد فرع لهذه الخدمة العالمية ودفع المرسل رسوم التوصيل. عندنا الوضع يختلف تماما، وكأن (سوء الدبرة) هذا أثر على الخدمات المدفوعة العالمية المشهورة بانتظامها في أنحاء العالم، فهذا البريد السريع الذي يفترض أن لا يستغرق تسليمه 24 ساعة يتفنن في ضياع حقوقنا كمستقبلين للبريد، ناهيك عن حقوقنا المجحودة تماما كمرسلين!!. لا أظن أحدا نسي حادثة ضياع جواز سفر شاب سعودي مرسل من السفارة الأمريكية بعد حصوله على التأشيرة، وتسبب ذلك في حرمانه من البعثة الدراسية وضياع مستقبله. شخصيا، واجهت مواقف غريبة من شركات البريد السريع بكل أسمائها المشهورة عالميا.. مع ضياع تام لحق المطالبة، فمن وصول جهاز مكسور، إلى عدم وصول البريد تماما، إلى التأخر والطريقة البدائية في التسليم. استغرق تسليم أوراق هامة جدا من شخصية لها سلطة ونفوذ (لم يشفع لها) أكثر من أسبوع، رغم إرساله عبر إحدى شركات التوصيل السريع، وهذه الأيام ما زلت أنتظر مستندات هامة جدا لقضية مواطن يشتكي من فساد أرسلها عبر ذات الشركة منذ خمسة أيام، والمرسل يتابع ويتصل عشرات المرات يوميا، ولسان حاله يقول «إن الفساد الذي أبلغ عنه أقل من فساد شركة البريد». تريدون ما يضحك، وهو من شر البلية؟!، شركة البريد (السريع) اتصلت علي بعد أربعة أيام من تاريخ الإرسال تطلب وصفا لمقر عملي لتسليم الإرسالة، قلت لهم: في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني في خشم العان، فسألني الموظف قائلا: «طيب فيه حوله معلم مشهور مثل مطعم أو سوبر ماركت؟!»، قلت: «نعم حوله سيارة ساهر.. لا تسرع !!». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة www.alehaidib.com