أكد الباحث في مجال المكتبات والمعلومات عبدالرحمن الأسمري أن المكتبات العامة لها دور هام في المجتمع، وتمثل دعامة أساسية للتقدم العلمي والحضاري، ومرآة تعكس تاريخ الشعوب وأنماط معيشتها وموروثها الثقافي وإنجازاتها على مر العصور في مختلف مجالات المعرفة. وأضاف الأسمري أنها تؤدي دورا حيويا في تطوير قدرات أبناء المجتمع ونشر القيم الإسلامية والوعي الثقافي وتعليم وتربية الأجيال لتأخذ دورها في بناء المجتمع وتحقيق تقدمه، مشيرا إلى أن المكتبات العامة وجدت لتكون صرحا للتعليم ومركزا ثقافيا للبحث وتهيئة جيل مثقف قادر على تحمل مسؤولياته وتنمية قدراته على الإبداع واستثمار أوقات الفراغ بشكل مجدٍ للارتقاء بمستوى المواطن. وأضاف الأسمري أنه من أجل تحقيق ذلك لا بد أن تبرز مكانة ودور المكتبات العامة كقوة إيجابية دافعة ووسيلة حيوية من وسائل الاتصال بالمجتمع عبر مختلف القنوات، بما يسهم في كسب المجتمع وحثه على التواصل في التعلم والتثقيف المستمر من خلال البرامج التعليمية والترفيهية، باستخدام الندوات والمحاضرات وإعداد معارض الكتب، فضلا عن تنسيق نشاطاتها وخدماتها من المؤسسات التعليمية والثقافية والاجتماعية كالمدارس والجامعات والمعاهد. وألمح إلى أن الاستفادة من المكتبات تكمن من خلال تقديم الخدمات المكتبية والمعلوماتية لجميع شرائح المجتمع، بتوفير مصادر المعلومات المختلفة، وتوفير البرامج التعليمية والثقافية، ونشر الخدمة المكتبية على نطاق واسع في المدن والمحافظات، إضافة إلى رفع المستوى الوظيفي للأفراد وتنمية المهارات من خلال توفير مصادر المعلومات لمختلف فئات المجتمع، بما يسهم في تزويدهم بالمهارات والخبرات التي تعينهم على تطوير أداء العامل وإشباع رغباتهم في الحصول على أحدث ما نشر في مجالات عملهم. ولا يغفل تشجيع المستفيدين وحثهم على متابعة النتاج الفكري، من خلال تحفيزهم لارتياد المكتبة للإفادة من منابع الفكر والثقافة في مختلف مجالات المعرفة، والمساهمة في استثمار أوقات الفراغ بالمطالعة وتنمية الهوايات المختلفة والنشاطات الموجهة المفيدة، إضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية بين أبناء المجتمع من خلال إقامة الندوات والمحاضرات وتبادل الآراء، ما يؤدي إلى توطيد وتعميق أواصر العلاقات الإنسانية مع مختلف شرائح المجتمع.