يقضي سعيد باجبع منذ 40 عاما وقته في نسج وبيع (الخيش) القديم والمستعمل والجديد متوارثا تلك المهنة عن والده في نفس محله أمام مدرسة الفلاح في باب مكة ويقتات منها لقمة عيشه. يقول باجبع «أزاول مهنتي وسط أكوام الخيش، محاطا بالعمالة التي تتردد للشراء في كل يوم، فالتجارة مهما كانت صغيرة فهي تعتمد على البركة والرضا والقناعة أهم شروطها». ويضيف: منذ الصغر كنت أساعد والدي في بيع الخيش على العمال لاستخدامه في إزالة مخلفات البناء، وقديما كان الخيش ذا استعمالات كثيرة لدى المزارعين لحفظ المنتجات الزراعية من الفواكه والخضار والحبوب وغيرها، وكذلك حفظ البضائع التي كانت تنقل بواسطة الحمير والبغال، وله مميزات في شفط الماء والرطوبة، ولكن مع تنوع الصناعات الحديثة وتعدد المنتجات التي حلت محله باتت استخداماته محصورة في تحميل مخلفات البناء. ويحكي باجبع ذكرياته التي قضاها في مساعدة والده من خلال بيع الخيش قائلا: أغادر المنزل في الصباح الباكر لشراء الخيش من المستوردين والمصنعين قرب ميناء جدة الإسلامي وأعود إلى بيعه في محلنا الصغير في حارة المظلوم، مستخدما الجمال والبغال في نقل حمولات الخيش في أزقة جدة القديمة في ظروف معيشية صعبة جدا آنذاك، وتغير الحال فالبضائع أصبحت في موقع واحد والموزعون هم من يقدمون خدمة توصيل الخيش إلى المحلات على خلاف الماضي الذي نقوم فيه بكل الأدوار لتأمين متطلبات الزبائن. وأبدى سعادته بتلك المهنة التي فتح من خلالها بيتا وتزوج ويعيش في سعادة غامرة ويقول: لدي اثنان من الأبناء ونعيش من بركة تجارة الخيش، واحرص على تعليمهم بعيدا عن توريثهم للمهنة التي شارفت على الانقراض، فالتعليم هو المستقبل لهم وأسعى لتحقيق رغباتهم بإذن الله.