يعلن علاء الغامدي، وهو واحد من المهنيين السعوديين، صراحة أن مهنته تجارة الخرز «مهنة آلت للانقراض»، لكنه إعلان بطعم العلق لمهنة شغلها بعد وراثتها من والده سحيم بن عبدالله صاحب خبرة 37 عاماً. ويوضح علاء الغامدي أن بضاعته التي كان لا غنى عنها في شؤون الزينة للرجال والنساء أصبح الإقبال عليها مقتصراً على كبار السن، وبعض الشباب المحبين لامتلاك الأشياء القديمة والتراثية. ويروي علاء بسند يعود إلى أبيه، عن كيفية وصول الخرز قديماً على ظهور الجمال، وعبر السفن، حيت تجتمع في محال ساحة الحسون، ويأتي هنا دور الخرزاتي في تزيينها وربطها بقماش أو خيط صوف لتكون مسبحة أو زينة لعنق المرأة «سلسال الخرز»، ومن ثم عرضها بطريقة تجذب محبيها. ويقول بائع الخرز في حديثه إلى «الحياة»، إن والده اكتسب المهنة عن طريق جده الذي أسس الدكان المتوارث حتى الآن. ويبين الغامدي أن أبرز الدول المستورد منها الخرز حالياً الصين، وألمانيا، إذ يكون منقوشاً بالنقوش الإسلامية الحضارية، مضيفاً «لكن ثقافة التزين بالخرز واستخداماته اليومية التي كانت موجودة توشك على الانقراض، أو تكاد تختفي تماماً، لذا تجد أن إقبال الناس مخفض على هذه الأنواع من الزينة». ويؤكد علاء الغامدي أن غالبية الخرزاتيين أغلقوا ورحلوا وتركوا المهنة، إما لوفاتهم أو لعدم تفرغهم .