يظل مدرب الهلال المقال كوزمين واحدا من افضل المدربين الذين مروا على الملاعب السعودية في الثلاث السنوات الاخيرة، عندما استطاع ان يغير الكثير من المفاهيم الفنية لدى النقاد والمحللين، ونجح الى حد كبير في قيادة فريقه لمنصات التتويج ليكون فريقا بطلا حاضرا في كل وقت وكل زمان ومكان. فكوزمين عندما حضر الى الرياض حضر لتدريب فريق بطل لم يكن بحاجة الى الكثير من الجهد والعمل ليصل بالهلال لمنصات التتويج فثقافة البطولات والفكر الكروي الحديث يتميز بها لاعبو الهلال وادارتا الامير محمد بن فيصل وعبدالرحمن بن مساعد وبالتالي اراد ان يضع لنفسه بصمة تجلت بوضوح في الايام الماضية وأصبح يشعر بها القاصي والداني. وأصبح الهلال في هذا الموسم يلعب بانضباط تكتيكي مختلف تماما عن الفرق الأخرى سواء دفاعا او هجوما خلاف التوفيق الهلالي في استقدام لاعبين اجانب على مستوى عال الا ان كوزمين كانت له بصمته الواضحة في التنظيم الدفاعي لفريقه رغم التشاؤم الذي حل ببعض الهلاليين بعد رحيل المدافع البرازيلي تفاريس وخوفهم من تأثير ذلك على الخط الخلفي ورغم تعاقد الهلال مع مدافع اجنبي الا ان كوزمين نجح في صناعة دفاع صلب وقوي بقيادة الهوساوي والمرشدي امامهما الثنائي الغنام وعزيز قبل حضور رادوي ليشكل قوة خلفية اتفق على قوتها جميع المتابعين.وبخلاف الانضباط التكتيكي استطاع كوزمين ان يصنع هيبة فنية للاعب محمد نامي بعد ان تعالت الاصوات وطالبت بعودة الدوخي او ضم راشد الرهيب ولكن رأي كوزمين كان مغايرا للجميع واصر على استمرار نامي وصنع منه لاعبا مهما ومؤثرا في التشكيلة الهلالية، والأهم من هذا وذاك تأثيره القوي على المدافع فهد المفرج في نهائي كأس ولي العهد عندما سجل هدف الحسم الهلالي في الدقائق الاخيرة بتوجيه من المدرب كوزمين الذي طالبه بالتقدم ومساندة الهجمة رغم اصابة المفرج في الركبة واعتماده على قدم واحدة خلاف لياقته التي تأثرت بابتعاده سبعة اشهر عن الملاعب ومشاركة فريقه في المباريات الماضية ولكن كوزمين استطاع ان يمنح الثقة له وينجح الأخير في قيادة فريقه لمنصة الذهب. رحيل كوزمين أيا كانت مسبباته يعني نهاية الانضباط التكتيكي في ملاعبنا فجميع المدربين فشلوا في اثبات ذاتهم فنيا باستثناء كوزمين،