مسكين هذا الشعب الإيراني فهو يستحق بالفعل المواساة والتعازي بوصفه لم ينفك يكابد القمع تلو الفاقة نتيجة سلسلة من الأزمات فما أن تنفس هذا الشعب المدقع فقرا والمأخوذ قمعا الصعداء جراء حرب عبثية مع العراق حصدت مئات الآلاف بين قتلى وجرحى في حقبة (الخميني) إذ بأحمدي نجاد يتفوق على الأخير بإدخال شعبه أتون معمعة لا حصر لها من المفارقات السياسية أو ما يعرف اصطلاحا (بالانفصام السياسي) وبكلمة أدق سياسة لا تكترث بما تمور به الأقاليم من أحداث ومتغيرات وربما لا تعي خطورة وتداعيات مآلاتها التي تدك أول ما تدك شعبه الذي بات أمام أمرين إما الإمعان بالخنوع والانصياع لقيادته وهذا يعني من جملة ما يعني الإنجرار لمزيد من العوز وظلمة المجهول أو الانتفاض على هذا الوضع المزري والمرشح للمزيد من النكبات وها هي بوادر الانزلاق للهاوية، ففي غضون أسبوع واحد تعرض الريال الإيراني إلى خسارة نحو ثلث قيمته وهو أمر مرشح للتفاقم والانحدار إذا لم تغير إيران سياستها وتقترب وإن بخطوات خجولة للواقع فأقله من أجل شعبها المأزوم فما لا يغيب عن بال أي سياسي بل وحتى رجل الشارع إن هبوط العملة وبهذه الهوة مؤشرا يعكس خللا سياسيا (معضل) يشي بتضعضع واهتراء البنة والكيان الإيراني برمته بوصفها أي العملة بمثابة العصب الأهم ان لجهة المواطنين والتجار أو لناحية عملاء إيران في الخارج فليس خافيا أن كل ما حصل ويحصل نتيجة أجندات مؤدلجة ليس من جملتها مراعاة واقع الشعب الإيراني بل لنقل بات وقودها الذي يحترق ويترمد لتبقى أنظمة ديكتاتورية غايتها إبادة شعبها وإلا ماذا نسمي تقديم عشرة مليارات دولار للأسد فضلا عن العتاد والرجال .. هذا المعلن وما خفي كان أعظم وربما أكثر فظاعة فقط لاستمرار دوران آلة القتل والدمار فيا له من فعل شنيع يصادرون أموال (وقوت) شعبهم المقهور أصلا (ويجيرونها) لقتل شعب لا يقل قهرا وفاقة .. المفارقة أنهم يعلمون أن النظام السوري آيل للسقوط لا محالة وهذا بالتأكيد يفاقم نقمة الشعب الإيراني.. السؤال: هل يستفيق النظام الإيراني ويتعقلن وإن متأخرا وينفك عن ذيل النمر الذي ما فتئ متعلقا به ويوجه بوصلته لشعبه الذي طالما كان خارج سياق اهتمام قادته فأقله التيمن بمثل الحليف الروسي «السقوط مسموح لكن النهوض واجب» ، أما في حال لم يستفق من إغماضته المزمنة والمتكلسة بالتأكيد فإنه سوف يستدرك الشعب الإيراني بأن للصبر حدودا.