فعلا، ازعجنا برنامج الواتس آب بعد أن فرحنا واستمتعنا به في البداية كوسيلة بسيطة وسريعة واقتصادية للتواصل والتلاقح، مشكلة وأيضا ميزة هذا البرنامج أنه قريب جدا وسهل الاستخدام وفي يد الجميع طوال الوقت، ما يعني أن ما يبث وينقل خلاله من رسائل لا تحتاج لذاك الجهد للوصول لأكبر كم من المتلقين، وهذا مكمن الخطر، فكل من خطر بباله فكرة ظن أنها جهنمية وقنبلة زمانه قام بنشرها وتوزيعها ونقلها في ثوانٍ، دون أن تأخذ وقتها وحقها وحظها من المراجعة والتمحيص والتردد المحمود. بعض الناس تنقل ما يأتيها من رسائل فور وصولها دون الالتفات لمحتوى هذه الرسائل ومدى مصداقيتها والضرر الذي قد توقعه مقارنة بالنفع، ما يهمها فقط التواصل للتواصل، وكأننا أمام وسيلة إثبات تواجد وحضور ليس إلا. تأتينا على الواتس آب إشاعات وأخبار وخطب ومواعظ وحكم وعبر ولقطات صوتية ومرئية، السؤال: ما نسبة ما يمكن أن يؤخذ من هذا المصدر القريب جدا والملتصق منا، وهل لدينا الوقت المناسب أو الكافي والوسيلة للتأكد والمراجعة من بعض ما يعجبنا من هذا المصدر قبل نشره والمساهمة في ترويجه، الوضع والتأليف في رسائل الواتس آب كثيرة، لكن أخطرها وأشدها ضررا الرسائل الدينية والمواعظ والفتاوى التي تصاغ وتكتب من غير المختصين، وكلنا يلاحظ بعض تلك الرسائل الموجهة، والتي في الغالب تكون طويلة، وكأنها صكوك أو معاريض، وتورد لنا قصصا وأحاديث وأحكاما وأدعية وصفات عبادات... وإلى آخره من الأمور التي ليس لها مرجع، ولم نسمع عنها لا في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولم يتبنها أو يذكرها أحد المشايخ الأجلاء، دائما ما تختم مثل هذه الرسائل بأن على من تأتيه أن يساهم في نشرها وتوزيعها، وأنه سوف يلمس خيرا كبيرا ووفيرا خلال مثلا خمس دقائق، وإن لم يفعل فقد ارتكب ذنبا وإثما عظيما ومنع خيرا لنفسه ولغيره... وإلى آخره من محتويات رسائل الواتس غير المشخصة والممحصة. آخر الإشاعات المعتبرة على ذمة (الشيخ) واتس آب التي انتشرت ونشرت معها الرعب في قلوب الكثير إشاعة انتقام الخادمات من البيوت السعودية، بعد قضية قاتلة البريئة الحبيبة تالا. هذه الإشاعة التي روجت أصناف الجرائم التي سوف تحدث بنا وبأطفالنا، وحددت لهذه الجرائم الجماعية يوما وساعة... وإلى آخره من التأليف والقيل والقال. ومع الوقت اكتشف المخدوعون والمتفاعلون مع مثل هذه الإشاعات أن مصدرهم لا يعتد به ولا يؤخذ منه، فهو وإن كان مفيدا وناعما وجميلا وصاحب معلومة قيمه إذا ما أحسن استخدامه، إلا أنه (هقاص) كبير في أكثر الأوقات. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة