ثلاثة قضاة نظروا في قضية قاتلة الطفلة تالا، وثقوا أقوالها تمهيدا للحكم عليها جزءا وفاقا لما اقترفته من جريمة قتل الطفلة تالا ذات الأعوام الأربعة. وسيكون شفاء لقلب الوالدين المكلومين أن يصدر حكم بالقصاص من القاتلة التي فجعتهما في طفلتهما التي استأمناها عليها فغدرت بها، بل سيكون ذلك الحكم شفاء لقلوب الملايين الذين تابعوا تفاصيل تلك الفاجعة وشاركوا والدي تالا مأساة مقتل الطفلة البريئة بتلك الطريقة البشعة التي نفذتها الخادمة حين فصلت رأسها عن جسدها بضربة ساطور. والحكم المتوقع بقصاص قاتلة تالا، وليس في التوقع استباق للحكم وإنما هو تعبير عن رغبة كل من تابع تفاصيل تلك الجريمة البشعة التي هزت أركان المجتمع السعودي، هذا الحكم بقصاص قاتلة تالا سوف يكون مماثلا لكل حكم بالقصاص صدر في جرائم قتل سواء كان القتيل طفلا أو كهلا وسواء كان القاتل رجلا أو امرأة، فالشرع هو الشرع لا يفرق بسن قتيل وقتيل ولا يمايز بين قاتل وقاتل. وإذا كنا نعرف أن كل حكم بالقصاص يحقق شفاء وتطييبا لأنفس ذوي الضحية يستجلب وراءه دعوات إلى العفو والتسامح والتنازل كسبا للأجر والمثوبة أو استجابة للجاهة التي يشارك فيها كبار الناس ووجهاؤهم وشيوخ العشائر أو إغراء بالدية التي تشكل ملايينها بديلا لذوي القتيل يثنيهم عن المطالبة بدم القاتل. الخادمة كارني قاتلة الطفلة تالا قد لا تجد من يفكر بطلب العفو عنها فيما لو حكم عليها بالقتل قصاصا، لن يسعى شيوخ قبائل إلى ذوي الطفلة يذكرونهم بقيمة العفو ويطلبوا منهم احتساب ابنتهم ودمها عند الله، كما لن يحاول أحد إغراءهم بدية مضاعفة أضعافا لو عفوا وصفحوا عن القاتلة. وليس ذلك لعظم جرم تلك الخادمة فكل إزهاق للنفس جريمة عظيمة أيا كان القاتل وأيا كان القتيل، وكل قتيل هو عزيز على أهله، وخلف كل جريمة قتل آباء مفجوعون وأمهات ثكلى وأطفال ألقت بهم يد القاتل لليتم. جريمة الخادمة اختبار لنا كمجتمع سعودي عرف عنه سعيه للعفو وحرصه على الحث عليه، فهل تكون «الجاهة» لدينا وجها للوجاهة وتمضي الخادمة كارني إلى مصيرها الذي تستحقه دون أن يرتفع صوت واحد يهتف: من عفا وأصلح فأجره على الله؟. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة [email protected]