يعاني طلاب معهد التربية الفكرية بالمدينةالمنورة من عدة مشكلات أبرزها توقف النقل المدرسي، تأخر المكافآت، وعدم ملاءمة المبنى لهم، والحاجة الماسة لعمل بديل له أو إجراء تغييرات شاملة بالمبنى وتكون مناسبة لاحتياجاتهم، وكذلك ضعف البرامج التعليمية، والنقص الكبير في عمال النظافة، «عكاظ» تواجدت في المعهد ورصدت آراء عدد من أولياء أمور الطلاب والعاملين. وأوضح كريم رجاء الله ولي أمر أحد طلاب التوحد أن المعهد يفقد دوره التعليمي من حيث عدم توفر الكتب، وكذلك اتباع الأساليب التقليدية في التعليم، بل يصل الأمر في كثير من الأحيان إلى إعطاء الطالب أي شيء ملهٍ كالمكعبات وغيرها، مع أن وجودهم منذ عدة سنوات، دون التركيز على تعليمهم، مما يضطرهم في بعض الأيام إلى تغييب أبنائهم وذلك لعدم وجود فائدة مرجوة من ذهابهم إلى المعهد. ويضيف عبدالله الحربي: إن المعهد أصبح دوره مثل مراكز الحضانة التي لا يتم فيها سوى اللعب دون أن يكون هناك نظام تعليمي فعال لكل الفئات سواء طلاب التوحد أو غيرها من الإعاقات الأخرى. وطالب الحربي بأن يتم الاهتمام بأبنائهم وتنمية مواهبهم التي لا تجد رعاية في المعهد، حيث إن العديد من حالات التوحد قابلة للتعلم، وكذلك على المعهد توفير الوسائل التعليمية والأجهزة الحديثة لكي يكون هناك تحسن وإدراك أكبر من الطلاب وأيضا مواكبة التطورات التي تستخدم في العالم لطرق تدريس هذه الفئات. تأخر الرواتب ويشير محمد مهدي بمعاناتهم من تأخر المكافآت لعدة أشهر، فبدلا أن يتم زيادتها يتم تأخيرها، فمبلغ 300 ريال لا تلبي حاجات الطالب الكثيرة، وتأخيرها يجعل بعض الأسر من ذوي الدخل المحدود في حرج لتوفير التزامات ابنهم. ويشكو مهدي من قلة عمال النظافة الأمر الذي قد يجبر عددا من المعلمين للقيام بذلك الدور، بل يذهبون بالطلاب لقضاء حوائجهم إذا اضطروا لذلك. مبنى غير مناسب كما يؤكد شلوه العلوي بأن المعهد غير صالح أبدا لذوي الإعاقات الحركية وغيرها، وعدم توفر بيئة مناسبة لهم، من حيث الأرضيات الأسفنجية، والمنحدرات لأصحاب الكراسي المتحركة وكذلك المصاعد، ويتساءل عن عدم تنفيذ مبنى نموذجي يخدم هؤلاء الطلاب، بالرغم من وجود الأرض الخاصة بالمعهد، ويناشد المسؤولين السرعة بإعداد الميزانية الخاصة به وتنفيذه أسوة ببعض المناطق. توقف النقل وبين ملفي فالح أنهم يعانون كثيرا بعد توقف النقل المدرسي، فهو كبير في السن ولا يستطيع توصيل ابنه يوميا، مؤكدا أنه سعى كثيرا ورفع العديد من الخطابات التي تطالب بعودة النقل المدرسي، ويضيف: يجب توفير بعض العمال عند بوابة المدرسة عند الحضور والانصراف وذلك لمساعدة الطلاب في ركوبهم ونزولهم من السيارة. ويتفق العديد من أولياء الأمور إلى أهمية عودة النقل المدرسي، وذلك لارتباطهم بوظائهم وليس باستطاعتهم الاستئذان يوميا من أجل نقل أبنائهم فهذا يترتب عليه في كثير من الأحيان العديد من العقبات التي تواجهم في عملهم وخصوصا لمن يعمل في القطاع الخاص، ويضيف أحدهم بأنه اضطر إلى التقاعد وذلك بسبب ارتباطه بتوصيل ابنه ذهابا وإيابا نظرا لكثرة خروجه من العمل. من جهته أبدى عدد من العاملين في المعهد بأن كافة التحسينات التي تم عملها مؤخرا كانت من قبل بعض التجار، مؤكدين بضعف الدعم المادي الذي يتلقاه المعهد مما يجعلهم عاجزين عن عمل الكثير من الضروريات التي يحتاجها الطلاب.