جاء تراجع المنتخب السعودي في التصنيف العالمي للمنتخبات إلى المركز ال113 عالميا في شهر سبتمبر الماضي، ليزيد من حالة الحزن التي تخيم على الشارع الرياضي السعودي جراء المستويات الهزيلة التي يقدمها المنتخب السعودي الأول لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة، مما جعل الجماهير السعودية تعيش حالة إحباط كبيرة بسبب عدم وجود بوادر تلوح في الأفق تنبأ بعودة المنتخب السعودي إلى سابق عهده مع الانجازات وتحقيق البطولات، بسبب سوء التنظيم الذي تشهده الكرة السعودية والذي أدى إلى هذا التراجع الكبير في التصنيف العالمي، بالإضافة إلى فقدان المنتخب السعودي هيبة البطل التي طالما كانت تتغنى بها الجماهير السعودية في السنوات الماضية، «عكاظ» طرحت تراجع المنتخب السعودي على عدد من الرياضيين لمعرفة أبرز أسباب هذا التراجع، ففي البداية أكد المدرب الوطني علي كميخ أن التراجع جاء لعدة أسباب منها سوء نتائج المنتخب السعودي على المستوى القاري، بالإضافة إلى غياب المنتخب عن تحقيق البطولات سواء الإقليمية أو الآسيوية، ويعود هذا الغياب الكبير للمنتخب السعودي عن تحقيق الألقاب والبطولات إلى عدم الاستقرار على جهاز تدريبي يتولى قيادة المنتخب السعودي لسنوات طويلة حتى يتحقق الاستقرار ومن ثم يستطيع اي مدرب في وضع خطط طويلة المدى تسهم في عودة الكرة السعودية إلى مكانها الطبيعي، ولكن للأسف ما نلحظه أن مسألة تغيير مدربي المنتخب السعودي بشكل متكرر يزيد من مشاكل الكرة السعودية، ولن يكون الحل للمستويات المتواضعة التي يقدمها منتخبنا الوطني، بالإضافة إلى أن المنتخب يعاني كثيراً من عدم انضباطية اللاعبين وتراجع مستويات الكثير منهم بسبب مطالباتهم المالية الكبيرة لأنديتهم، مما جعل تركيز اللاعب السعودي بعيداً عن كرة القدم وتقديمه مستويات تخلد ذكراه في ذاكرة الجماهير، كما للأسف الشديد طريقة اختيار اللاعبين للمنتخب تتم بشكل يدعونا للغرابة، فعلى سبيل المثال نشاهد لاعبين لا يشاركون مع أنديتهم كأساسيين لنتفاجأ باختيارهم في تشكيلة المنتخب، لذلك يجب مناقشة المدربين في اختياراتهم والعمل على اختيار اللاعب الجاهز فنياً حتى تعود الكرة السعودية إلى سابق عهدها، من جانبه يرى علي باعامر مدير الكرة السابق في الأهلي أن تراجع المنتخب السعودي في تصنيفه العالمي أمر طبيعي في ظل التخبطات التي تعيشها الكرة السعودية، وعدم إعداد إدارة المنتخبات خطط بعيدة المدى تعود بالكرة السعودية إلى الواجهة من جديد، ففي ظل غياب التخطيط السليم لن نحقق النتائج التي كانت تحقق في السابق، بالإضافة إلى أن الاحتراف والمغالاة في قيمة عقود اللاعبين خلق نوعا من حالة التشبع لدى غالبية اللاعبين الذين لم يعودوا يقدمون المستويات التي تأملها الجماهير السعودية ففي ظل نظام الاحتراف الحالي لن يكون هناك أي تحسن في مستوى الكرة السعودية، ما لم يكن هناك حلول جذرية لحل كل المشاكل التي تواجه المنتخب السعودي حتى يعود منتخبنا مرعباً كما كان لكل منتخبات القارة الآسيوية.