أجمعوا على أن الاهتمام بالفئات السنية سيكون المخرج الوحيد لتطوير مستوى المنتخبات السعودية أجمع عدد من خبراء الكرة السعودية على أن تراجع المنتخب السعودي في التصنيف الأخير لل «فيفا» جاء مخيبا للآمال، موضحين في أحاديثهم ل« الشرق» أن الكرة السعودية تعيش انحدارا كبيرا بسبب تراكم الأخطاء وعدم وجود خطط استراتيجية صحيحة، مشددين على أن ما كان يذكر مسبقا على لسان القيادات الرياضية كان مجرد كلام ووعود بدليل النتائج السلبية الأخيرة للمنتخب الأول الذي انعكس سلبا على تصنيفه العالمي بعد خروجه من قائمة أفضل مائة منتخب على مستوى العالم في تصنيف هو الأسوأ في تاريخ الكرة السعودية. وعود وكلام وقال المحلل والناقد الرياضي صالح الحمادي «لو أن النتائج في كرة القدم تقاس بالوعود لكان منتخبنا الآن من أفضل عشرين منتخبا على مستوى العالم بعدما سمعنا جملة من الوعود بعد نهائيات كأس العالم في فرنسا، لكن مشكلتنا في أننا نتكلم أكثر مما نعمل»، مشيرا إلى أن سبب نكسة الأخضر وتراجع نتائجه عائد لعدم التطبيق الفعلي للاحتراف، مضيفا «لابد أن نستذكر هنا كلمة لباني أمجاد الرياضة السعودية المرحوم الأمير فيصل بن فهد الذي قال « هي تجربة قابلة للتغيير وقابلة للتطوير وقابلة للإلغاء». وأكد الحمادي أن الاحتراف ساهم في تأخر الكرة السعودية حيث حولها إلى وسيلة لكسب الأموال والتجارة وليس للتطوير والارتقاء، وتساءل .. ماذا ننتظر من لاعب ضعيف الموهبة يحصل على مبالغ خيالية؟!، الأكيد أن هذه المبالغ تقتل الطموح والموهبة لدى اللاعب. سقف أعلى وتابع: الأهم في كرة القدم هو الفكر وليس المال، مستدلا بالأشخاص الذين قامت عليهم نهضة الرياضة أمثال المرحوم الأمير عبدالرحمن بن سعود وعبدالفتاح ناظر والراحل الأمير عبدالله بن سعد الذين امتلكوا الفكر وتدرجوا في العمل الإداري بالأندية حتى وصولوا لرئاستها وليس كقيادات الأندية اليوم التي تفتقد الخبرة والفكر. ولفت الحمادي إلى أن الاهتمام بالفئات السنية هو الطريق الوحيد لتطوير الكرة السعودية شريطة ألا تدفع لها الملايين كما هو حاصل الآن، وطالب بوضع سقف للاعبين المحترفين بحيث لايتجاوز راتب اللاعب السعودي شهريا مائة ألف ريال، لأن ذلك سيدفعه لخوض تجارب احترافية في الخارج وتطوير مستواه، مؤكدا عدم وجود بارقة أمل لتطوير الكرة السعودية في الوقت الحالي. ساحات صراع واتفق لاعب المنتخب السعودي السابق والناقد الرياضي يوسف خميس مع رأي الحمادي في أن الاحتراف الحالي أفسد اللاعبين، مشددا على أن مستوى المنتخب هو انعكاس لانحدار الأندية على مستوى التخطيط والتخبط والعشوائية، ومشيرا إلى أن الأندية تحولت لساحات صراع بين أعضاء الشرف على حساب تطوير الكرة . وأبدى خميس أسفه على واقع لاعبي المنتخب السعودي الذين يخرجون تباعا من البطولات ولايذرف أحدهم دمعة حزن ولا تجد لخسارة المنتخب أثر عليه بخلاف المنتخبات الكبيرة، مستشهدا بلاعبي المنتخب الإيطالي الذين بكوا حزنا على خسارتهم في نهائي كأس أمم أوروبا . وتوقع خميس أن يواصل المنتخب السعودي تراجعه في تصنيف الفيفا إذا بقي الوضع على حاله، ولم يتم تدارك الأخطاء السابقة. تراكم أخطاء ويشير لاعب نادي الاتحاد والمنتخب السعودي السابق الكابتن خميس الزهراني إلى أن الكرة السعودية تشهد تراجعا منذ ثمانية عشر عاما وقد ظهرت نتائج هذا التراجع الآن، موضحا أن المنتخب سجل أفضل تصنيف له في عام 94 عندما حل في المرتبة السابعة والعشرين لينحدر خلال الأعوام الماضية حتى وصل للمرتبة الحالية. وأكد الزهراني أن تراكم الأخطاء قاد لهذا الوضع السيئ والتصنيف البعيد عن طموح كل السعوديين، مشددا على إدارة المنتخبات تعمل بخطط واقعية من خلال الاهتمام بالفئات السنية التي تعتبر أمل الكرة السعودي. دراسات علمية وعد لاعب المنتخب السعودي السابق والناقد الرياضي حسين الصادق تصنيف المنتخب بحلوله في المركز 101 على مستوى العالم طبيعيا، نتيجة لمستوياته الهزيلة في الأعوام الماضية عندما عجز عن الوصول لكأس العالم مرتين متتاليتين وعدم قدرته على تحقيق كأس آسيا، مؤكدا أهمية إجراء دراسات علمية تبحث أسباب انتكاسة الكرة السعودية والطريقة المثلى لتطويرها .