أيضا من المفارقات التي تؤكد أن حاضرنا افتقد لما لا يمكن الاستهانة به من الأدوار البناءة، والبرامج الهادفة التي برزت في الماضي بكل قوة وتميز في أكثر من مجال، ففي زاوية الأسبوع الماضي تضمن الموضوع بعض الأمثلة الخاصة بالمجال الإعلامي عامة والصحافة الفنية خاصة وتحديدا فيما يتعلق بما كانت عليه تغطية الفعاليات والدورات البرامجية وخاصة دورة البرامج الرمضانية من شمولية وتحليل وتقييم دقيق وجاد ومتخصص. أقول أيضا من المفارقات ما نجده في مجال التربية والتعليم، على مستوى المدارس بمختلف مراحلها، والطرح هنا فقط عن الأنشطة المدرسية «اللاصفية»، وما كانت عليه قبل ما يقارب العشرين عاما من قوة وخطط وبرامج ومنافسات وإثارة وإثراء ومواهب وموهوبين وإبداعات ومبدعين ولجان متخصصة تجول وترصد وتقيم وتتفحص مجمل المخرجات وما ينبغي التوقف عنده وأخذه بعين الاعتبار. إن ما ذكر يخص كل نشاط على حدة، وإن كل مدرسة كانت تتحول من خلال مسؤوليها ومنسوبيها بشكل عام إلى خلية نحل حي وفاعل ومتفاعل ودؤوب، هذه الخلية موزعة على مجموعات لكل مجموعة نشاطها المعنية به، وخطتها وبرنامجها وورش عملها وأدواتها وما تقوم بإنجازه وتهيئته على مدار العام، ولكل مجموعة (جماعة) نشاط موعدها المحدد في جدول زيارة الفريق المختص من قبل إدارة التربية والتعليم للاطلاع على مخرجات نشاط هذه الجماعة، ولأنه في النهاية يمثل اسم المدرسة «الخلية» تتحد جهود الجميع جنبا إلى جنب في سبيل الترتيبات النهائية لإظهار محصلة نشاط تلك الجماعة في أعلى مستوى. تطلعا وغيرة وتفانيا لما سيعقب زيارة المختصين وتقديرهم للمستوى الذي حققته المدرسة في هذا النشاط من تأهل لمنافسة وتكريم على مستوى التعليم، وهذا ما يسري على كل نشاط من الأنشطة. أما النشاط المسرحي المدرسي لمن عاشه وتعايش مع فعالياته الرفيعة والمبهرة على مستوى كل مدرسة (وأنا هنا أكتب عن مدارس محافظة جدة التي تلقيت تعليمي في مختلف مراحلها، وعملت في مدارسها معلما ورائد نشاط ثم قائدا تربويا في مختلف المراحل التعليمية من عام 1394ه إلى عام 1431ه) يجزم بأنه لو كتب لذلك التنافس المسرحي المدرسي المثير والمثمر الاستمرارية بنفس الآلية والاهتمام والدعم والتحفيز والمتابعة والاحتفاء والتكريم من قبل القيادة في تعليم جدة طوال الفترة التي سبقت العقدين الماضيين. لكان لدينا الآن أضعاف مضاعفة ممن أسهمت تلك المرحلة في تقديمهم من النجوم المعززين بما لا يقتصر على موهبة التمثيل التي برز فيها عدد من نجومنا المحليين فحسب، بل بما يتطلبه «أبو الفنون» في موهوبيه من مقومات هي جزء لا يتجزأ مما يهدف التعليم لتعزيزهم بها، وذلك ما كان يكرس عليه في مضامين المسرح المدرسي آنذاك حيث كانت مسارح المدارس تتوهج بالمواهب الغضة التي تبهر الحضور بما تقدمه بلغة عربية تاهت قواعدها في وقتنا الحاضر من بعض المعززين بأعلى المؤهلات. ومن خلال محصلة تلك المسارح المدرسية يضفر أجودها بالعرض والتكريم على مسرح الإدارة العامة للتعليم في احتفاء يخصص للنشاط المسرحي المدرسي، وهو ما غاب وغيب في وقتنا الراهن الذي حضرت فيه كل الإمكانات كما حضر الاهتمام بالمواهب على أعلى مستوى!! والله من وراء القصد. تأمل: رب عناء خير من دعة، وضيق أفضل من سعة. فاكس 6923348 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة