لطالما راودتني نفسي أن أكتب مقالا عن الوزير الإنسان والشاعر الأديب الدكتور غازي القصيبي يرحمه الله أرصد فيه فترة مضيئة من حياته المهنية كوزير للصحة.. في خاطري سؤال سألته لنفسي وسألته للآخرين: لماذا الكل أجمع على أن الفترة التي قضاها القصيبي في وزارة الصحة مع قصر فترتها (1402 1404 ه) كانت مميزة وتحمل ذكريات إيجابية لدى الموظفين في القطاع الصحي ولدى شريحة عريضة من المستفيدين من الخدمات الصحية. الأجوبة على هذا السؤال جاءت على صيغة أسئلة متعددة زادتني حيرة فكل واحد منها يصلح أن يدرس كمنهج للإدارة.. هل لأن غازي هو مخترع الزيارات الفجائية لتفقد المنشآت والخدمات الصحية حيث يبني على هذه الزيارات قراراته الإدارية الحاسمة بناء على ما شاهده بنفسه من أوجه القصور والإهمال أو عكس ذلك.. هل لصفات الحزم والقوة المتأصلة في شخصيته وعدم التردد في اتخاذ القرارات الحاسمة لمصلحة العمل دور في هذا الرضا عن أدائه في الوزارة لتلك الفترة.. هل يعود ذلك للتحفيز والتشجيع المعنوي والمادي الذي منحه موظفيه وهو الخبير بفن وأساليب الإدارة.. وقد سمعت شخصيا من قدامى الموظفين في وزارة الصحة أن مكافآت انتدابات الحج للموظفين كانت تأتي في موعدها بلا تأخر وذلك يعتبر محفزا جيدا لهم للجد والاجتهاد في العمل. هل لأنه كان لا مركزيا ويمنح الصلاحيات لمن يستحقها مع متابعته وإشرافه لما يتم والمحاسبة السريعة في حالة الإخفاق في المهام الموكله. كل ما ذكرت ينطبق على أداء غازي القصيبي كوزير للصحة.. أما عن الجانب الإنساني لهذه الشخصية الفذة في عمل وزارة الصحة فحدث ولا حرج فهو أول من أنشأ جمعية أصدقاء المرضى لمؤازرة المرضى نفسيا واجتماعيا وماديا، وهو من شجع وعزز ثقافة التبرع بالدم للمواطنين وله مناشط أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.. في النهاية أجدها فرصة طيبة للترحم على الشاعر الإنسان والوزير المحنك غازي القصيبي والتضرع للمولى العلي القدير أن يرزقنا بمثله أو بخير منه للنهوض بالعمل الإداري في مؤسساتنا.. إنه على كل شيء قدير. [email protected]