نتحدث دائما عن موضوع الانتماء إلى الوطن ونعبر كثيرا عن توقنا إلى أن نزيد من العلائق التي تربط أبناءنا إلى وطنهم وتجعلهم يشعرون بمسؤوليتهم تجاه مصلحته ونهضته ووحدته وأمنه، لكننا غالبا لا نعرف كيف ننجز ذلك، وكثيرا ما نرى فشلنا متجسدا أمامنا فيما يبدر من سلوك الأبناء بكل ما فيه من لامبالاة وأنانية ومن غياب شبه كامل للشعور بالمسؤولية. وقد يكون من أسباب فشلنا في تحقيق ما نتمنى أن يكون عليه أبناؤنا من قوة الانتماء والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن، كوننا نتكئ كثيرا على أسلوب الوعظ والنصح في تربيتنا لهم، وهو أسلوب يعد من أكثر الأساليب التربوية فشلا. وهناك أساليب أفضل منه كثيرا يمكن اللجوء إليها لتنمية الشعور بالانتماء والإحساس بالمسؤولية لدى الشباب، من بينها تضمين المنهج الدراسي بعض الأعمال التطوعية لخدمة المجتمع، يكون أداؤها متطلبا لاتمام المرحلة الثانوية وهو ما يعني إلزام جميع الطلاب والطالبات بأداء عدد من الأعمال التطوعية العامة قبل أن يحصلوا على الشهادة الثانوية. وهذا الإجراء مطبق في كثير من مناهج التعليم العالمية التي تجعل من متطلبات التخرج من الثانوية العامة إنهاء عدد من الساعات في العمل التطوعي الاجتماعي، حيث يتطوع الطلاب والطالبات للعمل في بعض المصانع أو المستشفيات أو غيرها من مجالات الخدمة العامة ليتمكنوا من الحصول على ساعات تدريبية وخبرة عملية تزيدهم معرفة بالحياة وتساعدهم فيما بعد على حسن اختيار تخصصاتهم الدراسية العليا. وهناك مجالات أخرى واسعة للعمل التطوعي يمكن للطلاب القيام بها مثل زيارة بعض المرضى المزمنين لقضاء بعض الوقت معهم في الحديث أو القراءة لهم أو اللعب معهم أو تدريبهم على مهارات بسيطة ينشغلون بها، ومثل التطوع لمساعدة بعض المعاقين أو الكبار في السن في قضاء بعض الخدمات الخاصة لهم كشراء حاجاتهم أو مرافقتهم لمواعيدهم الطبية أو الخروج معهم إلى السوق أو الأماكن العامة، ومثل مساعدة بعض الطلاب المتأخرين دراسيا بإعادة شرح الدروس لهم، أو التطوع في تنظيم حركة مرور السيارات أمام المدارس وقت انصراف الطلاب الصغار، أو الإسهام في بعض الحملات التوعوية كمكافحة التدخين وتجنب العدوى والمحافظة على البيئة وغير ذلك من الأعمال التي تهدف إلى مساعدة الآخرين ويمكن القيام بها عبر التبرع بساعة واحدة من الوقت في كل أسبوع. بعض الأعمال التطوعية يقوم بها الشباب أحيانا داخل أسرهم كنوع من التعاون بين أفراد الأسرة، فأحيانا قد يسند إلى الأخ الأكبر تدريس الأخ الأصغر، وقد يسند إلى الأخت الكبرى رعاية الإخوة الأصغر في حال غياب الأم أو مرضها، وأحيانا يسند إليهم رعاية الجد أو الجدة العاجزين أو غير ذلك من المهام التي يؤدونها تطوعا إلى جانب مسؤولياتهم الدراسية، لكن لا أحد يشير إلى تطوعهم ذلك كنشاط يميزهم عن غيرهم من الذين لا يقومون بشيء، وكان حقا لهم أن لا يغيب جهدهم التطوعي هذا لمجرد أنهم يقومون به داخل الأسرة، هم جديرون أن يجدوا تقديرا من المدرسة وأن يبرز عملهم الذي يقومون به ويحتسب لهم ضمن البرامج التطوعية المطلوبة للتخرج. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة