تثبت المملكة في كل محفل عالمي أن سياساتها الخارجية مبنية على وضوح الأهداف وثبات المبادئ، وهذا ما تجلى في كلمة المملكة التي ألقاها، البارحة الأولى، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. إن طرح المملكة للعديد من القضايا الإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي ما زالت تشكل أكبر التحديات أمام الأممالمتحدة، فضلا عن استنكارها للفيلم المسيء للرسول الكريم، يؤكد ثبات منهجها ومواقفها تجاه قضايا الأمة الإسلامية ومصالحها المشتركة ومشكلاتها، وهذا هو النهج الذي قامت عليه أركان هذه الدولة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي أسس منهجا سياسيا يقوم على خدمة الإسلام والمسلمين والدفاع عن قضاياهم ومد يد العون والدعم لهم، في إطار نظرة متوازنة تراعي أسس العلاقات الدولية بما يحقق المصلحة لكافة المسلمين في جميع أنحاء العالم. كما أن طرح المملكة لقضايا المنطقة على طاولة الأممالمتحدة، والتي تتصدرها الأزمتان السورية واليمنية، فضلا عن السلاح النووي الإيراني، يؤكد أهمية الدور السعودي، لتحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي، في ظل ظروف بالغة الحساسية، انطلاقا من ثقلها الديني والاقتصادي والسياسي.