يبدو أننا مقبلون على مرحلة جديدة يتخلص فيها الشعب السعودي من كثير من علله الجسدية ليس بسبب ثقافة جديدة، ووعي صحي طاريء، وليس بسبب طفرة هائلة سريعة في كم ونوع المرافق الصحية، وإنما لأنه غصبا عنه سيتخلص من أهم مسببات تلك العلل.. ستختفي أطنان الشحوم، وتجف أنهار الدهون، وستتقلص الكروش والنتوءات والتشوهات في الأجساد الرجالية والنسائية، ووزارة الصحة سوف توفر كثيرا في ميزانية أدوية الضغط والكوليسترول وأمراض الشرايين والقلب، وسوف يدخل شعبنا العزيز نادي شعوب الرشاقة والخفة والحيوية، كل ذلك سيحدث لأن اللحوم ستقل نسبة حضورها على الموائد، وربما تختفي بالتدريج لينتهي «العصراللحمي» من تأريخنا ويبدأ العصر النباتي الذي ستصبح خلاله الأجيال السعودية القادمة بخفة الغزلان، وربما تحقق لنا حلما مستعصيا في الفوز ببعض ميداليات المسابقات الأولمبية في الجري وألعاب القوى.. خلاص يا شعبنا الكريم، ستصبح مجبرا على صرف النظر عن اللحوم الحمراء لأنك ببساطة لن تكون قادرا على شرائها كما صرح وزير الزراعة مؤخرا وقال إن متوسطي الدخل لم يعد بمقدورهم توفير اللحمة على موائدهم بسبب الغلاء. ولأن معظمنا من فئة محدودي ومتوسطي الدخل فإن وجبة اللحم لن تتوفر في المستقبل إلا لفئة الدخل العالي الذين سيصبح منظرهم نشازا بين عامة الشعب وهم يدفعون كروشهم أمامهم بينما نحن الرشيقون نشمت بهم ونتندر عليهم.. خلاص يا جماعة، بادروا إلى التقاط صورة تذكارية مع آخر خروف، ومع آخر كيس لحمة في الثلاجة، واحتفظوا بالصورة لأبنائكم وأحفادكم، ليروا كيف كنتم في زمن اللحمة الذي ولى.. وإذا أراد بعضكم الاستعاضة عن اللحم الأحمر باللحم الأبيض فإن أخباره لا تبشر بخير أيضا، لأن سعر الدجاجة التي اضمحل حجمها كثيرا سوف يصل إلى الضعف وربما أكثر، كما تدل مؤشرات السوق ومطاعم شوايات الدجاج.. إذا ليس أمامكم سوى أن تكونوا نباتيين، ولكن بحساب وتفكير جيد لأن أسعار الخضار ليست أفضل حالا فقد زادت بنسبة 30 50في المئة كما أشارت بورصة الحلقة خلال الأسبوع الماضي، وهي ماضية في الزيادة ما عدا الطماطم التي بشرونا أنها استقرت، والحمدلله على ذلك، فعلى الأقل هناك مادة غذائية مهمة استقرت ولو مؤقتا.. وزير الزراعة يقول إن الوزارة تعمل على وضع «استراتيجة» للاستثمار في قطاع الإبل والأغنام، وعلى مسؤوليتي أقول لكم لا تنتظروا هذه الاستراتيجية، ولا تعشموا أنفسكم بها. الإبل لم تعد للأكل، بل للمهرجانات، وسعر الناقة أصبح يساوي دية مئة أو مئتين من بني آدم، والأغنام لن تخضع لاستراتيجية الوزارة إذا انتهت بعد عمر طويل.. احمدوا ربكم أن الطماطم مستقرة، واديها طماطم.. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]