في الوقت الذي أعزي فيه أسرة «مازن محمد ناشي آل مساوى» بمناسبة عودة جثمانه من العراق يوم أمس.. وبدء العزاء اليوم فيه.. فإنني أود أن أشير – بهذه المناسبة المؤلمة – إلى ثلاثة أمور هامة هي: أولا: أن تأكيدات مازن قبل إعدامه «شنقا» من قبل السلطات العراقية بتهمة مشاركته في الهجوم على مركز شرطة.. بأنه بريء من هذه التهمة.. لا يجب أن تتجاهل.. وأن متابعة هذا الأمر على كافة المستويات يجعل ملف «إعدامه» مفتوحا حتى وإن فقدناه.. لأن أي نتيجة إيجابية ستقود إليها هذه المتابعة ستكون بالغة الأهمية وربما تخلص آخرين من حبل المشنقة الذي ينتظرهم. ثانيا: أن وجود مازن وقتله في العراق.. هو مؤشر على وجود عشرات غيره.. وأن موجة الفهم الخاطئ لمعنى «الجهاد» ما زالت تقود أمثاله إلى حبل المشنقة أيضا.. بعد أن دفع بهم بعض الجناة الحقيقيين إلى هذا المصير.. وبالتالي فإن علينا أن نسأل أنفسنا ماذا فعلنا.. وما الذي يتوجب علينا أن نفعله في وطننا لإيقاف حملات التضليل والغواية والاستهانة بأرواح الشباب .. لأننا لم نسمع – حتى الآن – عن حكم واحد قدم رأسا أو أكثر من هؤلاء إلى المقصلة حتى يرتدع الآخرون ويتعافى المجتمع. ثالثا: أن «مازن» وأمثاله يجب أن ينظر إليهم من قبل المجتمع كضحايا أخطاء.. أكثر من نظرتنا إليهم كشباب ارتكب خطيئة وتلقى العقوبة عليها.. لأن أي ثقافة تقود إلى ارتكاب خطأ من أي نوع كان.. هي التي يجب محاكمتها.. كما أنها تحتاج إلى مراجعة.. وإلى تصحيح.. وإلى عمل حضاري ضخم تشارك فيه الكثير من المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية والاقتصادية والأمنية وتتخذ فيه قرارات تاريخية لا تحسب حسابا لأي اعتبار.. سوى مصلحة الوطن وأمانه ومستقبل شعب بأكمله لابد أن ينجو من المزيد من الغرق في المجهول. *** ضمير مستتر: تعاطفنا مع من فقدناهم.. لابد أن يقودنا إلى حماية المجتمع كله من نفس المصير. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]