حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامه بن عبد الله خياط من اتباع الغاوين، وقال «إن اتباع أهوائهم ليس طريقا إلى الفشل والخسران فحسب؛ ولكنه مع ذلك دليل بين على سوء اختيار المرء لنفسه وفداحة غبنها، فإن هؤلاء الجاهلين بالحق العاملين بالباطل لن يغنوا عمن اتبع أهواءهم من الله شيئا، حين يعرضون عليه يوم القيامة، ولن يردوا عنهم غضبه وعقابه وأليم عذابه، وهم أيضا لا يملكون أن يضروا غيرهم شيئا، بل إن هؤلاء الجاهلين ليعلنون البراءة ممن اتبعهم وانساق لأهوائهم، كما أخبر سبحانه عنهم». وقال، في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس «الشريعة المحمدية المباركة، وكونها الحق الذي لا يجوز العدول عنه ولا استبدال غيره به من أهواء الذين لا يعلمون، وإذا كانت الأهواء أسوأ متبع وأقبح مطاع وأضل دليل؛ فكيف بأهواء الذين لا يعلمون وهم الجاهلون بالحق، الضالون عن سبيله العاملون بضده من المشركين أهل الجاهلية، وغيرهم ممن نهج نهجهم وارتضى طريقتهم في أعقاب الزمن». وبين الشيخ خياط «هناك سبيلان لا ثالث لهما، فإما هدى الله ودينه وشرعه، وأما أهواء الذين لا يعلمون». وأضاف متسائلا «أي السبيلين يسلك اللبيب الناصح لنفسه المريد الخير لها؟، وإلى أي الوجهتين يولي وجهه؟»، وأجاب «لا ريب أن هدى الله هو الهدى وأن دينه هو الدين الحق الذي لا يقبل من أحد سواه وأن صراطه هو الصراط المستقيم الموصل إلى رضوانه ونزول رفيع جنانه وأن اتباع غيره ما هو إلا اتباع للأهواء التي حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم منها». وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن في بيان فضل هذه الشريعة المحمدية المباركة وآثار تحكيمها في حياة الناس قول بعض العلماء أن في شريعة الإسلام وتحكيمها صلاح المجتمعات، فهي العدالة الحقة التي لا جور فيها ولا ظلم وما ضاقت هذه الشريعة عن بيان حكم أي مسألة من مسائل وشؤون الحياة، ولا وقفت في سبيل مصلحة أو طريق عدالة، بل تضمنت كل مصلحة وعدالة، ووسعت مصالح الناس على اختلاف أجناسهم وأزمانهم. وقال «لقد كانت الدولة الإسلامية في عصورها الأولى تمتد رقعتها من بلاد الصين شرقا إلى المغرب الأقصى غربا، وكانت راية الإسلام تخفق على جميع ممالكها المختلفة التي تضم أجناسا متباينة من البشر في الأجناس والعبادات والعادات، فنظمت الشريعة بدولتها الإسلامية شؤون هذه الأمم والشعوب على أحسن نظام وأدقه وأعدله». وأضاف «كلما فتح الله على المسلمين بلادا أو أقاليم أو استجدت فيها أشياء ونوازل لم تعهد قبل ذلك، أوجد علماء الشريعة باجتهاداتهم واستنباطاتهم من الكتاب والسنة ما يقدم الحلول لجميع المشكلات، ولم يقصروا عن تحقيق مصلحة أو يصطدموا بأي وسيلة تهدف إلى غرض سامٍ يحقق مصلحة عامة خالية من الجور والظلم»، وزاد «قد عاش مع المسلمين وتحت ظلهم أناس لم يدينوا بالإسلام، فشملهم عدله ووسعتهم شريعته، فلم يظلمهم ولم يهضم حقوقهم، بل كان خيرا لهم وأرحم بهم من كثير ممن ولي أمرهم من أهل دينهم وبني جلدتهم». وأوصى فضيلته المسلمين بتقوى الله، وأن يجعلوا من استمساكهم بهذه الشريعة المباركة وتحكيمها والعمل بما جاءت به خير دعوة يدعون بها إلى دين الإسلام ويرضون بها رب الأنام. وفي المدينةالمنورة، أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي في المدينةالمنورة الشيخ علي الحذيفي المسلمين بتقوى الله سبحانه بفعل ما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه، قائلا «من اتقى الله وقاه وصرف عنه من المهالك والشرور ما يخشاه وأحسن عاقبته في دنياه وأخراه وجعل الجنة مثواه». وتناول فضيلته، في تفاصيل خطبة الجمعة، أمس، تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي، خلال زيارته لمدينة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم في بحر هذا الأسبوع، وقال في هذا الصدد «إن نعم الله سبحانه على عباده لا تعد ولا تحصى، منها ما يعلمه الخلق، ومنها ما لا يعلمونه»، حاثا المسلم على الشكر لنعم الرب عز وجل بمحبة المنعم تبارك وتعالى من القلب الصادق وبدوام طاعة الله وترك معاصيه، وقال «هو أعظم أنواع الشكر والحمد لله رب العالمين، فمن كفر بالإيمان وركب المعاصي فقد كفر بنعمة الرسالة التي من الله بها على المكلفين، والكفر بهذه النعمة يعد أعظم أنواع الكفر، فمن شكر نعم الله تعالى زاده ومن كفر بها عاقبه».