الثابت الوحيد في المشهد النصراوي العام هو أن فرق كرة القدم، وكذلك الألعاب الأخرى، تمر في أزمة ناجزة منذ أكثر من اثني عشر عاماً. وهي أزمة متسمة بديمومة جلبت الصداع لمحبي النادي الذين لا يكادون يتعافون من آثار إخفاقات موسم حتى تبدأ معاناتهم مع صدمات موسم جديد، في دوامة لا تبدو أنها على وشك الانتهاء. وإن تجاوزنا رد تلك الإخفاقات إلى عوامل إدارية وفنية وهي عوامل واقعية إلى حد كبير، فإن العامل الأهم والأعم في هذا السياق هو وقوع معظم أطراف منظومة العمل النصراوية في أزمة يمكن توصيفها بأزمة الهوية. وتكون هذه الأزمة في إحدى حالتين؛ إما حين لا يعلم الطرف العامل عن حقيقة تاريخ الكيان والمكان الذي يعمل به. أو حين يعلم ويتحول علمه إلى سبب توتير وضغط. إن مظاهر الفشل والإخفاق تعود في مجملها إلى عدم التزام المنظومة الإدارية والفنية النصراوية بتقديم أداء يتوازى مع سقف الطموحات التي تستمد مشروعيتها من جذر النادي التاريخي بشكل أساسي. وذاك يعود إلى تأزم حاد يدعى أزمة الهوية. الإدارة مثلاً لا تعمل بطريقة منظمة تكفل عودة الإنجاز لأنها وبشكل رئيسي لم تستطع التماهي مع ضغوطات هوية الفريق البطل فحادت كثيراً عن طريق النجاح. الأجهزة الفنية في عمومها لم تكن بنمط سلوكها مهيأة للعمل وفق هوية الفريق التاريخية ليس لأنها استسلمت للضغوط وإنما لأن الأمر لا يعنيها أصلاً. الكثير من اللاعبين الذين مثلوا الفريق على مدى سنوات، حظهم الحسن وسوء طالع أنصار الفريق هو فقط ما مكنهم من ارتداء الشعار الأصفر، لم يفهموا معنى مفردة هوية. لقد مثلت الهوية، إن بالوعي التام بها والاستسلام لضغوطاتها، أو بالجهل بمعناها، أزمة حادة ساهمت إلى حد بعيد في إفساد كافة الجهود المبذولة للعودة بالفريق إلى ما كان عليه. وحده الجمهور النصراوي بقي وحيداً صامداً ثابتاً لا ينفك عن الانتظار، الانتظار الذي طال كثيراً.