في البداية أحمد الله أن من على بلادنا بنعم لا تعد ولا تحصى بدءا بالمكانة الدينية ومرورا بالخير الوفير ولله الحمد وانتهاء بالأمن والأمان، لكن ما الوطنية الحقيقية؟، هل هي رقص وزحام وقفل للشوارع وأصباغ خضراء؟، أم التحاف علم المملكة ووضعه خلف ظهر من يدعي فرحة الوطن، أم أن المواطنة الحقيقية تتجسد في مظاهر أخرى. إن ما لمسته من تواجدي في مدينة جدة عشية احتفال المملكة بيومها الوطني أشعرني بالحزن على بعض شبابنا، فالفرحة لا يمكن أن تكون سببا لتعطل الطرقات وتفشي الإزعاجات وصبغ السيارات باللون الأخضر. إن ما صادفته من زحام شديد وتوقف للسير بحيث يكون التنقل بالساعات أمرا مخجلا بالفعل، الكل من حقه أن يفرح لكن بعيدا عن الإضرار بالطرقات ومستخدميها، الكل من حقه أن يفرح لكن دون التعدي على حق العامة في التنقل بسلاسة وسهولة، ولعلي لا أحمل الشباب وحدهم ما حدث، فمن المفترض أن تخصص أماكن عديدة للاحتفالات لكي لا يكون (الشارع) هو مسرح للفرح والاحتفال. ودعونا نتساءل: كيف لو كان أحد مستخدمي الطريق مريضا؟ أو بين أرتال السيارات امرأة حامل على وشك الولادة ؟. جميل أن نفرح للوطن في يوم الوطن لكن الأجمل أن نفرح بترجمة المشاعر إلى أرقى صور التعاضد بين التغني بالأخلاق وتطبيقها. نتمنى أن نرى ذلك في العام القادم.. وكل عام ودرب الوطن أخضر. [email protected]