إذا صدق مانقل عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس،من أنه أبلغ القيادة الفلسطينية البحث عن رئيس جديد للسلطة خلال الأيام العشرة التي سيتواجد خلالها في أروقة الأممالمتحدة في نيويورك لتقديم طلب الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في المنظمة الدولية، فإن ذلك سيضعف موقف الفلسطينيين في هذا التوقيت الذي هم في أمس الحاجة فيه إلى وحدة الصف، وحشد الطاقات، وبذل الجهود لخوض معركتهم في المنظمة الأممية لمصلحة القضية الفلسطينية التي هي «أم قضايا الأمة» وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي. صحيح أن الرئيس أبومازن يواجه ضغوطا داخلية من أبناء جلدته. وصحيح أن معاركه في غزة لاتزال غير محسومة، وصحيح أيضا أن الإسرائيليين يحاولون جاهدين تشويه صورته خاصة اليهودي المتطرف ليبرمان، وصحيح أن هناك ما يشبه الانتفاضة ضد السلطة في الضفة، وتظاهرات شعبية على خلفية تدهور الوضع المعيشي. لكن الأكثر صحة أن السلطة كانت ومازالت عصية على الاختراق، وستبقى متماسكة وهي مثل الجبل الذي لاتهزه ريح. إن أمام الرئيس أبومازن معركة كبرى في الأممالمتحدة وهي معركة الاعتراف بدولة فلسطين، حلم الأمة خاصة أنه لايمكن لأمريكا أن تستخدم حق النقض «الفيتو» ضد هذا الطلب. والمطلوب فقط تصويت أغلبية المشاركين في التصويت (نصف + 1) في الجمعية العامة لصالحه. وتحقيق ذلك الهدف يعني اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين باعتبارها دولة تحت الاحتلال. وهو إنجاز نوعي في تاريخ القضية الفلسطينية. لقد سئم الشعب الفلسطيني والعربي من استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتحديدا القدس، والمسجد الأقصى. والجميع يطالبون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. إن اعتراف محمود عباس بفشل المفاوضات، وانسداد الأفق السياسي للوصول إلى تسوية مع إسرائيل، يتمخض عنها ولادة دولة فلسطينية ليس مستغربا وذلك يعود لعدم التزام إسرائيل بوقف الاستيطان، أو بالاعتراف بالعودة إلى حدود عام 67. فإسرائيل لا تبحث إلا قضية الأمن بالإضافة إلى أنها وأمريكا لا تريدان للسلطة الفلسطينية أن تذهب إلى الجمعية العامة حتى لا يحصل اعتراف دولي بدولة فلسطينية تحت الاحتلال بحدود معروفه، وعندما ينتهي الاحتلال تعود لهذه الدولة سيادتها المعركة الفلسطينية القادمة تحتاج إلى توفير الدعم للفلسطينيين لصمودهم والتحرك عربيا وإسلاميا بقوة في المحافل الدولية لدعم الطلب الفلسطيني. ولهذا نقول للرئيس الفلسطيني أبومازن .. الشعب يريدكم والقضية الفلسطينية تحتاجك في هذه المرحلة.