أحد الأصدقاء قضى عطلة نهاية الأسبوع مع عائلته في إحدى استراحات أبحر، لكن فأرا لا يتحلى بآداب الضيافة أبى إلا أن يجعلها عطلة صحية عندما عض أصبع طفلته التي لا يتجاوز عمرها العامين، فهرع الأب الجزع الذي يؤمن بأن الإنسان يشتري كرامته بحر ماله بطفلته إلى مراكز ومستشفيات خاصة اعتذرت جميعها عن استقباله بحجة عدم توفر مصل التسمم وتم نصحه بالتوجه لمستشفى الملك فهد الحكومي! عندما وصل إلى مستشفى الملك فهد كان قسم الطوارئ أشبه بمقصف مدرسة، الكلمة فيه لمن كان ذراعه أطول وصوته أرفع، لا يفرق فيه الاستقبال بين من أصيب بالزكام ومن أصيب بالتسمم، ويكون الاهتمام بتعبئة النماذج المكتبية أكثر أهمية من تقديم العناية الطبية! تم رفض استقبال الحالة بحجة عدم توفر مصل الأطفال وطلب منه التوجه بطفلته إلى مستشفى الأطفال بالعزيزية دون القيام بأي اتصالات للتأكد من توفر المصل وعدم هدر الوقت، يقول صاحبي إنه عندما وصل إلى مستشفى الأطفال بالعزيزية شعر بأنه انتقل من موزمبيق إلى سويسرا حيث وجد فرقا هائلا في إنسانية التعامل والاستقبال والاهتمام بالحالة فقد تعاملوا مع طفلته كإنسانة يتم علاجها وليس معلومة يتم تدوينها! لكن للأسف عندما طلبت الطبيبة الجرعة من الصيدلية اتضح عدم توفرها، ورغم ذلك قام الصيدلي بما كان يجب أن يقوم به مستشفى الملك فهد فأجرى الاتصالات بالمستشفيات الأخرى للاستفسار عن توفر الجرعة وعندما عجز عن توفيرها بادر إلى الاتصال بمسؤول في مستودعات أدوية الصحة الذي وعد بتوفيرها خلال ساعات قليلة وهو ماتم في الصباح الباكر من يوم الجمعة! الطفلة الآن ولله الحمد بخير، والغاية من مقال اليوم ليس استعراض معاناتها، وإنما معاناة مستشفيات شيدت بالمليارات وتشغل بالمليارات، وقد تعجز عن توفير العلاج اللازم.. والتعامل اللائق! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة