الثعابين التي تمشي على بطنها خطرة، لكن الثعابين التي تمشي على اثنتين أكثر خطورة، ولدى بعض البشر خاصية التحول. يمكن ان يكون ثعباناً أو تمساحاً وربما «ذيخاً»، وهو باق بكامل ملابسه وأناقته. في يوم واحد لدغ مواطن مرتين، الاولى من ثعبان يمشي على بطنه والثانية من ثعبان يمشي على رجلين. اللدغة الأولى أجبرته على جولة للتعرف على مستوى الخدمات الصحية. في مركز الدرعية الصحي ولم يتوافر مصل للثعابين، فذهب إلى فرع الهلال الاحمر الذي سارع به إلى مستشفى «دلة» الضخم، الاخير لم يتوافر فيه المصل المضاد أيضاً، تم الاتصال بمستشفى الملك خالد الجامعي، لكنه رفض استقبال الحالة الإسعافية، جرياً على العادة الصحية... العذر عدم وجود ملف للمريض! كأن كثرة التصريحات والأوامر بضرورة استقبال الحالات الاسعافية المنشورة في الصحف... للزينة! السم يسري والرجل في حال حرجة، إذاً لابد من الذهاب إلى «حمال الأسية»، مجمع الملك سعود الطبي (الشميسي) في موقعه المزدحم وسط الرياض، تم استقبال الملدوغ في قسم «الافاقة» ثم احيل إلى قسم «الممرات» او «الاسياب»، بحجة أن الحالة لا تستدعي الاستعجال، المريض ينتظر العلاج السريع ولم يطرأ على ذهنه انه سيتلقى بعد لحظات اللدغة الثانية من ثعبان بشري، خفقان القلب يتسارع في قسم الممرات ويزيده الانتظار رجفة، جاء الفرج... شخص بالزي الوطني يطلب منه بطاقة الاحوال ليسجلها في قسم الاستقبال فأعطاه اياها، وبعد قليل اعادها الشخص إليه ومعها أوراق تحويل من الاستقبال، ثم طلب منه متعلقاته الشخصية ليضعها في الامانات وسيعود إليه بورقة استلام. الملدوغ في حال حرجة، أسرع بتقديم كل ما يحمله (هاتف جوال، ساعة، ومحفظة فيها بطاقات بنكية، رخصة قيادة، ومبلغ يتجاوز الفي ريال واشياء اخرى)، لكن ورقة الاستلام تأخرت. سأل الملدوغ فقيل له لم نرسل لك أحداً، حاول وصف الشخص فكان الجواب... لا نعرفه! همهم احد من حوله «الله يعوض عليك»، وصل اخو المريض وحاول مع افراد الشرطة والمرور لكن الشخص المجهول تبخر، والحرارة هذه الايام في الرياض تسمح بتبخر الاشخاص، أخيراً «عطف» احد رجال امن المستشفى على المصاب بلدغتين وحرر افادة بالواقعة، على ان يتصلوا ولم يتصل احد. أسئلة كثيرة لوزارة الصحة، من توافر الأمصال إلى توفير الأمن في المستشفيات مروراً باستقبال الحالات الطارئة. المرضى دائماً في حال ضعف وتوفير الأمن لهم مقدم على توفير الرعاية الصحية، حدث هذا مع رجل يوم الأحد 17-5-2009. ولك أن تتخيل ما يمكن حدوثه للنساء والاطفال. المواطن يشكر الهلال الاحمر بالدرعية ويسأل الصحة... إذا لم تكن امصال لدغات الثعابين «المحلية» متوافرة فكيف بأمصال انفلونزا الخنازير؟ أما أنا فأرى أن صيد الثعابين في المستشفيات اهم من امصال الخنازير.