استنفر الصيادون في منطقة القصيم هذه الأيام، بدخول موسم هجرة الطيور الصغيرة، وتفننوا في ابتكار العديد من الوسائل للوصول إليها، فبدلا من استخدام الطرق التقليدية المتمثلة في البنادق (الصمتة)، لجأوا أخيرا للاستعانة بالشباك المستخدمة في البحر، ويحرص الصيادون على الاستمتاع بموسم الصيد الذي لا يستمر طويلا، على الرغم من ارتكابهم العديد من التجاوزات والأخطاء التي تلحق الضرر بالحياة الفطرية والأهالي في المناطق التي يزاولون نشاطهم فيها. وأوضح طارق الناصر أنهم لا يتمكنون من صيد عدد كاف من الطيور حين يستخدمون البنادق (الصمتة) المخصصة لقنص الطيور الصغيرة وتحديدا «الدخل»، مشيرا إلى أنهم يلجأون لاستخدام الشبكة لرفع غلة الصيد، على الرغم من المتعة التي يجدونها باستخدام البنادق. إلى ذلك، ذكر محمد الجريس أنهم يحرصون على استغلال موسم هجرة الطيور التي تمر بها القصيم حاليا لصيد «الدخل» والخروج في رحلات برية، والاستمتاع بمطاردة الطيور واقتناصها بالبنادق، موضحا أنهم اضطروا للاستعانة بالشباك للظفر بأكبر عدد منها. واعتبر خروجهم لصيد الطيور المهاجرة تغييرا لنمط الحياة اليومية، وكسرا للروتين، مشيرا إلى أنهم يركزون على الصغير منها، مثل القميري وطيور الشتاء والماء، في حين يحظى «الدخل» بإقبال كثيف من الصيادين. في حين أفاد محمد المسند وهو يلتقط أحد الطيور أن الصيد متعة وهواية تعلموها منذ الصغر، مبينا أنهم يحرصون في كل موسم على الخروج للبراري والمزارع للصيد، موضحا أنه يجد الصيد بالبندقية أكثر إمتاعا من استخدام الشبكة. إلى ذلك، أكد خالد المطيري أنه يحتفظ ببندقيته التي يطلق عليها «أم صمتة» لمثل هذا الموسم الذي يجتمع فيه مع أصدقائه والجلوس في البر أو إحدى المزارع أياما عدة للصيد، وقضاء وقت ممتع مختلف عن نمط الحياة اليومية. وذكر هذال المطيري صاحب مزرعة أن أهل المنطقة عرف عنهم هواية الصيد وممارسته، مبينا أنه خلال مواسم الهجرة يزورهم كثير من الأصدقاء لمزاولة صيد الطيور الصغيرة، مؤكدا أنهم يرحبون بهم ويستمتعون بالجلوس معهم. وبين أن الصيد سيرا على الأقدام أفضل من استخدام السيارات التي تتلف ممرات المزارع، فضلا عن أن منهم من يطلق على الطيور الواقعة على تمديدات المرشات العلوية ويسبب تلفها. وبين أن الصيادين المزعجين قلة، مشيرا إلى ظهور طريقة جديدة في الصيد منها استخدام الشباك في المزارع، ما أضفى على الصيد متعة، مشددا على أهمية أن يلتقط الصيادون الطيور سريعا قبل أن تموت وتصبح غير صالحة للاستهلاك الآدمي.