استنكر عدد من العلماء الفيلم الذي صوره المخرج الإيراني مجيد مجيدي، ويحمل عنوان «محمد صلى الله عليه وسلم» الذي يجسد فيه شخصية الرسول الكريم، معتبرين أن ذلك انتقاص صريح لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفة للهدي الذي أمر به في محبته واتباعه. وقال عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس الحكمي أن تمثيل الصحابة فيه محظور كبير وواضح، أما تمثيل الأنبياء فهو أشد حظرا وإثما؛ لأن الذي يتمثل في موقع النبي صلى الله عليه وسلم سيحاكي أقواله وأفعاله التي هي وحي من الله سبحانه وتعالى، والنبي معصوم وفعل هذا الأمر يبتذل مقام النبوة، وبالتالي لا يجوز بأي حال من الأحوال. وأضاف: الأمر واضح من حيث الحرمة الشرعية، فلا ينبغي لمسلم أن يقدم على هذا العمل حتى لو كان هدفه توصيل دعوة الأنبياء أو غيرهم، فكيف يأتي شخص مهما كان سلوكه القديم أو الجديد، ويتمثل موقف النبوة.. هذا لا يجوز. وزاد «إقدام بعض الجهات على مثل هذا العمل ليس فيه ما يبيحه لا من صحيح من كتاب وسنة ولا من عقل سليم، فهو مخالف لنصوص الشرع، ومهما كان من المغرضين أو الجاهلين أو الحاقدين على الدين والرسالة أو النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لن يزيده إلا رفعة ومكانة عند الله والناس، فالله تعالى قال: (ورفعنا لك ذكرك)، ومن يقول إنه نوع من نشر الرسالة المحمدية وإحياء للدين فهذه شبهة باطلة لا تجوز، ولو افترضنا أن فيه نوعا من الخير، فالوسيلة محرمة». لا يجوز من جانبه، قال عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع أن تمثيل الأنبياء والصحابة يؤثر على قيمتهم التاريخية وكونهم قدوة، مبينا أن هذا الغرض أوجب صدور فتوى من هيئة كبار العلماء يحرم تجسيد الأنبياء والصحابة في أعمال درامية قبل أكثر من 30 عاما. وأضاف: لا يجوز تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في الأفلام السينمائية أو غيرها لما في ذلك من الغض من مرتبتهم وعدم احترامهم وتوقيرهم، وقد أفتى بعض أهل العلم المعاصرين بجواز تمثيل صغار الصحابة وأن الممنوع تمثيله هو كبار الصحابة وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، والراجح منع تمثيل الجميع لوجوب تعظيمهم واحترامهم جميعا، وبإمكان المسلم أن يخدم دينه بوسائل شتى وأمور كثيرة ويبرز تاريخ الإسلام الناصع دون أن يرتكب مخالفة شرعية. سخرية وازدراء أما عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي، فقال: لا يجوز عرض مثل هذه الأفلام التي فيها تجسيد لصور الأنبياء والصحابة ولا يجوز عرضه؛ لأنه منكر، وفيه سخرية وازدراء واحتقار للأنبياء والصحابة، لافتا إلى أن الواجب الإنكار على من فعل ذلك وتحذيره من هذا العمل السيئ والسعي في إيقافه ومنعه. مكانة عظيمة من جهته، قال عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ إن مكانة الرسول عظيمة، فهو نبي الرحمة، والذي جاء بهداية البشرية جنهم وإنسهم، ومكانته صلى الله عليه وسلم كبيرة جدا في نفوسنا لا يضاهيها أي أمر، مؤكدا أن محبة النبي مقدمة على محبة النفس والأولاد والأموال، وهذا من الإيمان به عليه الصلاة والسلام وبما جاء به من الرسالة. وأضاف: نستشعر هذا النبي المهدى لنا الذي فيه خلاص لهذا البشرية، ونكن له الاحترام الذي يجب أن يكون بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، لا أن نمثله ونصوره، ونأتي للناس نقدم للناس هذا النبي الذي وصف بأحسن صورة، ونقول هذا محمد وما قدمه، فهذا انتقاص بلا شك، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يشابهه أحد من الناس لا في خلقه ولا وصفه ولا في سمته وتصرفاته لأن الله وصفه بقوله (وإنك لعلى خلق)، كما وصفه بأنه (ما ينطق عن الهوى)، فتصرفاته وحي من الله، سواء أكانت في القضاء أو الدعوة أو الحياة العامة التي كان يمارسها النبي صلى الله عليه وسلم.