في إطار ما ننشده من تطوير للعملية التعليمية، أرى ويرى غيري أن كل ما نحتاجه في هذا المجال هو الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة سواء في الشرق أو الغرب. فالتعليم يبدأ في التدهور في بلداننا العربية عامة عندما نبدأ في استخدام جمل وتعبيرات مثل «لمجتمعاتنا العربية خصوصية يجب مراعاتها في التعليم». وخير إصلاح في التعليم يبدأ بالخروج من الدائرة. أي من الحلقات الفكرية العقيمة التي يتداولها مهبطو التعليم المتحذلقون. والإصلاح يكون عن طريق القدوة في التعليم. والقدوة يجب أن تكون أعلى وأفضل. وذلك لا يكون إلا في الدول التي سبقتنا وبرزت في مضمار التعليم. كذلك التجديد يكون من خلال فكر جديد لم يشبه تلوث فكري ولم تؤثر فيه الأفكار السائدة القديمة. بل يجب أن يتم تنشئة جيل جديد من المعلمين والمعلمات بفكر آخر مع الضوابط الدينية. جيل يعتمد على المقارنة بين أنظمة التعليم ومعرفة النظم الأخرى. إن التطوير يجب أن يمس صلب العملية التعليمية، وليس مجرد رتوش (مواقع إنترنت، مناهج،...) لا تؤثر على العملية التعليمية. أو دورات لأيام معدودة تعطى للمدرسين والمدرسات تحت مسمى تطوير التعليم.. لا بد لمطوري التعليم أن يكونوا روادا قادة بمعنى الكلمة. يخرجون من بوتقة البيروقراطية، يفكرون في الإنتاجية وليس العمل فقط. يحملون هم التعليم كهم شخصي يمس حياتهم الشخصية. ويسيرون على خطط رسمتها كبرى بيوت العلم وأهل الخبرة في العالم ليصلوا إلى مستوى التعليم المنشود. هذه الخطط تتم بتكليف أفضل المكاتب الاستشارية العالمية والمراكز الأكاديمية الناجحة لتقوم بدراسة وضع التعليم واقتراح منهجيات التطوير. في خطة بمراحل زمنية محددة وبمقاييس كمية محددة للإنجازات. وبدون هذه الخطة الزمنية المرسومة وبدون العزيمة والإصرار والفكر الجديد ستمر سنوات وسنوات والحال لم يتغير.