تتوالى الزيارات الغربية إلى القاهرة، وبعد زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى القاهرة ولقائها الرئيس المصري محمد مرسي الشهر الماضي، تأتي زيارة وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بعد سلسلة من الزيارات التي شهدتها العاصمة المصرية للعديد من وزراء الخارجية الأوروبيين على مدى الأيام القليلة الماضية. وسيكون ملف الأزمة السورية إلى جانب العلاقات الثنائية بمختلف جوانبها ومسيرة التعاون العربي الأوروبي على رأس أجندة مباحثات هيج مع المسؤولين المصريين وفي الجامعة العربية. وأفاد دبلوماسي مصري مسؤول أن مباحثات هيج تتضمن مصير الأموال المصرية المهربة خاصة في بريطانيا، كما ستتناول سبل استعادة وزير المالية الهارب يوسف بطرس غالي. وأوضح أن زيارة هيج سوف تتضمن عقد لقاء مع الرئيس محمد مرسي ورئيس الوزراء هشام قنديل ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، كما يلتقي مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وفيما لفت إلى أن القاهرة ستركز على مصير الأموال المهربة في بنوك بريطانيا لرموز النظام السابق، قال السفير أشرف حمدي (نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي) في تصريحات خاصة إن لندن لم تمانع من تسليم غالي الهارب لديها، غير أنها تطالب القاهرة بضرورة صدور حكم قضائي نهائي بإدانته وألا يصدر عن محاكم استثنائية، كما ترفض أن يكون هذا الحكم يتضمن الإعدام لعدم أخذ الدول الغربية بهذه العقوبة في قوانينها الجنائية. وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قد وضعت حكومتها في حرج بالغ إثر الكشف عن مخالفة السلطات البريطانية والاتفاق الأوروبي بشأن تجميد أصول 19 شخصا من كبار رجال الأعمال المحسوبين على نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وتبرر الحكومة ذلك بعدم وجود اتفاقية بينها وبين مصر بتبادل تسليم المجرمين وهو ما يمثل عقبة أخرى أمام تسليم الوزير السابق للمالية في عهد نظام مبارك، والذي يواجه باتهامات عديدة من بينها الفساد المالي واستغلال النفوذ خلال فترة شغله منصب وزير المالية ومن قبلها الاقتصاد.