مواطنة شابة «حامل» تبلغ من العمر 26 عاما أدخلت مستشفى حائل العام في منطقة حائل (عروس الشمال) بعد نقص في حركة الجنين الذي كان عمره 36 أسبوعا، وبعد فحص الأم تبين أنها تعاني من فقر دم، فأجريت لها عملية نقل دم، ولكنها أجريت بطريقة خاطئة وبفصيلة دم خاطئة أدت إلى وفاة الجنين وإصابة المواطنة الشابة بفشل كلوي حاد، ليقرر الأطباء إجهاض الجنين وإجراء جلسات غسيل كلوي للأم بمعدل ثلاث جلسات أسبوعيا !!. جاء هذا الخطأ الطبي المأساوي في إطار مسلسل الأخطاء الطبية المتواصل في مستشفيات وزارة الصحة في مناطق المملكة المختلفة.. ليضيف فصلا جديدا من المآسي التي لم يتخذ نحوها حتى الآن إجراءات حاسمة وفاعلة. وعلى إثر هذا الخطأ الطبي الفادح أعلن مدير مستشفى حائل العام الدكتور عبدالعزيز النخيلان استقالته بعد أن شغل المنصب منذ عام 2007م.. محددا أسباب استقالته بالتالي: عدم تعاون مديرية الشؤون الصحية في المنطقة مع إدارة المستشفى وهو ما أدى إلى وجود أخطاء طبية جسيمة. عدم تلبية احتياجات المستشفى. تأخر أعمال الترميم التي أمر بها وزير الصحة منذ أكثر من عامين. التأخر في ترسية عقود أعمال التغذية والصيانة العامة والصيانة الطبية. ترسية عقود التغذية وأعمال الصيانة العامة والصيانة الطبية لمقاولين سيئين أسهموا في تهالك البنية الأساسية للمستشفى. تخاذل كبير من إدارة المشاريع والشؤون الهندسية. ولا بد لي أن أقول إنها شجاعة من الدكتور النخيلان أن يقدم استقالته.. وشجاعة أكبر أن يذكر أسبابها بوضوح.. وهو بهذا يقدم نموذجا يتفق مع المتغيرات.. وهو نموذج سائد في الدول المتقدمة ولكنه جديد عندنا.. ولذلك ذهب الذين لم يتعودوا على هذا النموذج الجديد إلى وصفه بالتهرب من المسؤولية.. بينما مدير المستشفى على وجه العموم ليس مسؤولا عن الخطأ.. فالمسؤول المباشر هو من قام بالعملية الخاطئة لنقل الدم. استقالة مدير مستشفى حائل العام واستقالة مدير مستشفى بقعاء العام التي أعقبته والحديث الذي دار عن استقالات أخرى.. يمثل ظاهرة جديدة وصحية. والاستقالة تعكس بوضح أن هناك خللا تسبب في تراجع مستوى الخدمات الصحية ولاسيما خدمات مستشفيات وزارة الصحة. فالأسباب التي ذكرها الدكتور النخيلان كشفت عن واقع مرير تعيشه مستشفيات الوزارة. والتعثر المستمر لمشاريع الوزارة.. أصبح ظاهرة تستوجب وضع حلول ناجعة لها. وترسية عقود الصيانة والنظافة على شركات متواضعة محدودة الخبرة والإمكانيات يجب أن يتوقف. الشيء الآخر المهم الذي تكشف عنه استقالة الدكتور النخيلان هو عدم وجود استراتيجية واضحة لدى الوزارة للحد من الأخطاء الطبية وخاصة الأخطاء الطبية القاتلة التي تتواصل منذ سنوات دون حلول عملية جادة وحاسمة. وأخيرا.. أقول إن الحمل على وزارة الصحة كبير.. ولكن لا بد أن تكون لديها أولويات تتمحور حول صحة المواطن وإنقاذ حياته .. ولا بد من تصحيح فعلي لأوضاع المستشفيات من هذا المنطلق.