قرأت في هذه الصحيفة عن الحالة النادرة المتمثلة في البادرة الشجاعة والتي ربما تكون هي الأولى من نوعها على مستوى وزارة الصحة عندما تفاجأ منسوبو مستشفى حائل العام في حفل معايدة عيد الفطر المبارك بإعلان مدير المستشفى الدكتور عبدالعزيز النخيلان تقديمه استقالته أثناء حفل المعايدة، وذلك بسبب وفاة جنين وإصابة الأم الحامل بفشل كلوي حاد جراء نقل دم خاطئ لها مطلع شهر رمضان المبارك المنصرم والذي تتجلى شجاعته في تصريحه بعد إعلانه استقالته عندما قال: «أعتذر من الجميع، فأنا لا أستطيع أن أتحمل أوزار هؤلاء المرضى، التي تعود مشكلاتهم لأسباب خارجة عن إرادة المستشفى، وأكد الدكتور النخيلان مدير مستشفى حائل العام أنه بعث بخطاب استقالته إلى المدير العام للشؤون الصحية بالمنطقة لأسباب عدة، أبرزها عدم تعاون الشؤون الصحية مع إدارة المستشفى، ما أدى إلى وجود أخطاء طبية جسيمة، وعدم تلبية حاجات المستشفى، وتأخر تنفيذ أعمال الترميم التي أمر بها وزير الصحة للمستشفى منذ أكثر من سنتين، إضافة إلى التأخر في ترسية عقود الصيانة والتغذية والصيانة الطبية، وإعطائها لمقاولين أسهموا في تهالك البنية التحتية للمستشفى، مع تخاذل كبير من إدارة المشاريع والشؤون الهندسية». وأحيي الدكتور النخيلان على شجاعته وعدم استمراره في إدارة منصب يجلب له الأوزار بدلاً من أن يعينه على مواساة المرضى والتخفيف من آلامهم، ولو أن جميع المسؤولين في دوائرنا الحكومية نجحوا في معالجة التقصير في دوائرهم لارتاح المواطنون، ولم يعانِ المسؤولون من التهرب من مواجهة المواطنين، أو يضطرون للاستقالة، فنخسر العديد من الكوادر الوطنية التي حاولت إدارة دوائرنا الحكومية بنجاح، وحالفها الفشل الخارج عن إرادتها، بعد أن حاولت الإصلاح فاستقالت ونجحت في القطاع الخاص بعد أن أطلقت كل إبداعاتها. رزيق شتيان الحربي رابغ