انتقلت من قسوة الطفولة إلى ظلم الزوجية، فما أن أكملت من العمر 14 عاما إلا وقد أنجبت طفلها الأول وعاشت بين مطرقة الظلم في بيت أسرتها وسندان القهر في بيت زوجها. زارت حنان شوكرة «عكاظ» قبل عام ونصف روت خلالها قصة المأساة التي كابدتها والتي بدأت بعد انفصال والديها وزواج أبيها من أخرى رفضت أن تعيش معها ما دفع الأب لتزويجها بعد 14 ربيعا من العمر، لكن تلك الظروف جعلت منها إنسانة أخرى ثابرت حتى اعتمدت على نفسها في بقية حياتها. تقول حنان: مأساتي الحقيقية كانت بعد انفصال والدي، إذ حرص أبي على تزويجي بعد أن رفضت زوجته بقائي معهما، فكان لها ما أرادت، وتزوجت من رجل يكبرني سنا ويعمل في مجال التمريض. وأضافت: كان زوجي يتهكم على إهمال أهلي لي، وعدم سؤالهم عني، كذلك أصبح يتهمهم بكرههم لي نتيجة عدم سؤالهم عني، وتطور الأمر إلى الإهانة بالضرب ما دفعني لطلب الطلاق بعد 15 عاما من الحياة الزوجية القاسية التي كسرت كل مجاديف السعادة وزاد الألم بعد أن أصبحت أعول خمسة أطفال. وزادت: وهبني الله جيرانا أنقذوني من التشرد وتحملوني وأطفالي لوجه الله ولم يكونوا يريدون من ذلك جزاء ولا شكورا، في وقت لم يكن أبو أطفالي أو أهلي يسألون عن أحد منا». وأكدت حنان أنه بالرغم من تعليمها المتواضع إلا أنها بحثت عن وظيفة لتوفير لقمة عيش لأبنائها متعففة عن مد يد السؤال لأحد فبدأت الانطلاقة نحو سوق العمل موظفة في أحد المتاجر، إلا أن مشكلة المواصلات وقفت عائقا أمام مواصلة العمل. وواصلت حنان طموحها متجاوزة ممرات الحياة الضيقة فتوجهت إلى محل بيع المستلزمات النسائية، وتقول «لي خمسة أشهر في محل بيع ملابس السيدات بمبلغ مالي جيد إلا أن العمل لفترتين مرهق لأم مثلي تحمل هم أبنائها، إذ أحاول التوفيق بين متطلبات أطفالي المادية والاجتماعية، فحالة القلق عليهم لا تفارقني وتؤثر أحيانا على عملي في المتجر». وتذكر حنان أن المواقف التي مرت بها انعكست على شخصيتها وأصبحت قوية في منزلها قادرة على تحمل مسؤولية أبنائها وتربيتهم، إذ تقول «الحوار مع الزبائن بأريحية ساهم في قتل الكآبة إلى حد كبير، كما أن عمل المرأة وسط مثيلاتها وإقرار ذلك أسهم في توظيف العاطلات والمحتاجات وأعطى للزبونات أريحية أكثر في الاختيار والتخاطب».