لا يوجد على وجه الأرض أحن من الأم على أبنائها ,سواء من البشر او حتى من الحيوانات ,ولا أحد يشبع الأطفال حناناً أو حتى كبارا غير الأم , هي قدوتنا جميعاً لا نستطيع العيش بدون كلمة أمي ولكن في بعض الظروف القهرية يشاء القدر أن يفرق بين الأم وأبنائها بسبب انفصال الأم والأب عن بعضهما أو قدر الله وما شاء فعل إن تسلم روح الأم إلى بارئها ولم نسمع قط عن أم تخلت عن طفلها حديث الولادة .. هذا ما حدث مع جيهان ابنة السنتين ,بسبب بعض الخلافات بين الزوجين قررت أمها الحنون بعد ولادتها بيومين أن تغادر المستشفى وتتنازل عن ابنتها ,وهاتفت الأب وأخبرته بذلك ليأخذها .من هنا بدأت رحلت المعاناة مع صاحبة الابتسامة البريئة جيهان ,لم تكن تدري ما يخبئ لها القدر, وماذا ستهديها أمها عند قدومها إلى العالم المجهول!! نعم لقد أهدتها قسوة القلب وحرمانها من الحنان ,وتركت لها تساؤلات البشر لماذا أمها تخلت عنها هكذا؟ وأنامل الأطفال البريئة تشير إليها أين أمك ياجيهان؟.. لماذا حرمتها الحب والحنان؟. وستبقى جيهان أسيرة هذا السؤال.. وأنا أيضاً. آباء وأمهات يتبرؤون من أبنائهم مشكلة اجتماعية ذات أبعاد وتأثيرات ودلالات كبيرة وخطيرة مشكلة ليست من نسج الخيال، ولكنها بالفعل قصص واقعية تستقبلها المحاكم الشرعية وأصبحت دوامة يومية آباء خالون من تحمل المسؤوليات انقادوا وراء الزواج التقليدي لإرضاء والديهم من كان باعتقادهم أنهم سيعالجون سلوكيات كثيرة لا يرغبون بها زواج ظاهري وعندما لا يحدث التوافق بينهم يبدأ الانفصال .. انتهت مرحلة التمثيل وكان ضحيتها الطفل البريء. لا أريد الإجحاف فقط بحق الوالدات فالنسبة العظمى من الآباء والمبتدئين في الزواج يتبرؤون من أبنائهم بعد الانفصال و قبل أن يراه وهو لازال جنينا لم ير الدنيا وظلم من يسمى والده بحقه سواء بالتبرؤ المالي او التبرؤ من النسب لكن عتبي على الأم لأنها منبع الحنان . "ظاهرة التبرؤ عن الأطفال"، أو حتى ظاهرة إهمال الأطفال على اعتبار أنها نوع من أنواع تخلي الوالدين عن أطفالهم بطريقة شرعية، وفي الغالب تكون السبيل للتخلص من الأعباء المادية والاجتماعية التي لا يستطيع بعض الأزواج (سواء كان ذلك الأب أم الأم) تحملها، والمهم بالنسبة لنا في هذه المشكلة هو النتائج السلبية المترتبة عن تخلي الآباء (والأسر) عن أبنائهم، وما يحدث لهم بعد التخلي. هنا تنعدم الإنسانية فمن لا يستطيع تحمل المسؤولية لا تنجب ضحايا أنت قاتلهم تذكر قوله صلى الله عليه وسلم :"خير دينار تضعه في فيه امرأتك ثم ولدك".