أثار مدرب المنتخب السعودي الأول الهولندي فرانك رايكارد، تساؤلات الجماهير السعودية بعد إعلانه قائمة اللاعبين المستدعين للمشاركة في المعسكر الإعدادي للمواجهة الحاسمة أمام المنتخب الأسترالي في التصفيات الآسيوية الأولية المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل، إذ انتظر متابعون أن تضم القائمة أسماء إضافية برزت في الاستحقاقات المحلية، يأتي في مقدمها لاعبا الاتفاق حمد الحمد وفايز السبيعي. قائمة رايكارد لم تمنح أنصار «الأخضر» الاطمئنان قبل دخوله النفق المظلم في المجموعة الرابعة، فعلى رغم تفوق المنتخب السعودي النقطي، إذ يملك ست نقاط قبل مواجهة «الكنغر» الاسترالي في ال29 من الشهر الجاري، إلا أن المنتخب العماني يمتلك خمس نقاط، وهو يقابل على أرضه المنتخب التايلاندي صاحب النقاط الأربع، ما يعزز حظوظه في التأهل. وانقسمت الآراء حول القائمة الحالية للهولندي رايكارد، فبينما أكد البعض على قدرة التشكيلة الحالية على الفوز، ذهب البعض الآخر إلى أن إغفال بعض الأسماء سيؤثر سلباً في المنتخب السعودي، الذي سيبدأ اليوم مرحلة مهمة في تاريخه قبل الانتقال إلى المعسكر الاسترالي عبر رحلة أكدت وكالات الأنباء المختلفة على صعوبتها في ظل الفيضانات التي تجتاح مدينة ملبورن الأسترالية. «الحياة» نقلت هذه التساؤلات لمدربين ومحللين رياضيين، إذ أكد غالبيتهم حسن اختيار القائمة الحالية، اذ أشاد مدرب المنتخب السعودي للشباب خالد القروني بالتشكيلة الحالية، معلقاً: «مباراة استراليا تحتاج للاعب الجاهز، وقائمة رايكارد هي الأنسب، والمدرب كان أمام خيار صعب كونه لا يملك الوقت الكافي لتجهيز اللاعبين، ويبدو واضحاً أن الهولندي اعتمد في قائمته الجديدة على اللاعبين المهاريين الذين يتوافقون مع المنهجية التي سيدخل بها مواجهة استراليا». وأضاف: «رغبة اللاعبين كبيرة في تجاوز هذه المرحلة المهمة، وهذا عامل يساعد رايكارد، لكن الحديث عن أن المنتخب الاسترالي سيخوض المواجهة من دون عناصره الدولية، سيعرضنا للخسارة متى أوليناه اهتماماً، وعلى اللاعبين اللعب بالرغبة نفسها لخطف بطاقة التأهل، بحكم أن أستراليا من أفضل المنتخبات في القارة الآسيوية من حيث الانضباط التكتيكي، والأخضر قادر على الفوز متى أحس اللاعبون بأهمية المباراة، وقدموا المطلوب منهم». وتطرق القروني لانتقاد البعض لرايكارد بحجة تجاهله ضم بعض الأسماء مثل حمد الحمد وفايز السبيعي، في حين تم استدعاء لاعب الهلال سالم الدوسري الذي يشارك للمرة الأولى مع فريقه هذا الموسم وقال: «في هذا الجانب أنا أقف في صف رايكارد كون سالم الدوسري قد مثل المنتخب السعودي للشباب في كأس العالم الماضية ومستواه يتصاعد من مباراة لأخرى، وأنا هنا لا انتقص من قدرات الحمد أو السبيعي فهما يستحقان التواجد في القائمة الحالية، ولكن وكما ذكرت من قبل المدرب يسعى للتركيز بشكل كبير على اللاعبين، وتطبيق منهجيته في ظل صعوبة المباراة وتحديدها لمستقبل المنتخب في التأهل، وهذه المواجهات تحتاج للاعبي الخبرة الذين ضمتهم التشكيلة الحالية». ووافق مدرب المنتخب السعودي للناشئين عمر باخشوين زميله خالد القروني في ما ذهب إليه رايكارد من اختيارات في القائمة الحالية وقال: «يجب أن يثق الجميع بان الاختيار جاء وفق رؤية معينة للمدرب تتوافق مع أسلوبه التدريبي والطرق الفنية التي ينتهجها، ولكل مدرب طريقة في اختيار اللاعبين سواء في المنتخب أو النادي، واعتقد أن القائمة ضمت الأبرز في المسابقات المحلية، ولا يفترض أن يضم كل لاعب يبرز، خصوصاً ان المواجهة المقبلة تعد من أهم المواجهات لمشوار المنتخب في نهائيات كأس العالم، ورايكارد مزج في القائمة بين الخبرة والشباب، فحتى اللاعبين الشباب مثل يحيى الشهري ونواف العابد وسالم الدوسري سبق لهم ان انضموا للمنتخبات السنية وشاركوا في استحقاقات عالمية، وهذا مؤشر ايجابي يصب في مصلحة المنتخب السعودي في المباراة المقبلة، ويعطينا انطباعاً جيداً بأن الأخضر سيكون وفق التطلعات في تلك المواجهة الحاسمة». وعن عدم استدعاء بعض اللاعبين الذين اثبتوا جدارتهم خلال الاستحقاقات المحلية، قال باخشوين: «عندما نتحدث عن لاعب معين يجب ان نعرف من يوجد في مركزه، فمثلاً حمد الحمد لو وجد في القائمة فسيكون بجانب يحيى الشهري ونواف العابد وسالم الدوسري ومحمد الشلهوب وتيسير الجاسم وجميعهم يملكون المميزات نفسها في صناعة الألعاب، وليس من المعقول ان استدعي جميع اللاعبين في مركز واحد، فمثلاً في فترة سابقة كانت هناك أسماء عدة في خط المقدمة اذكر منهم ناصر الشمراني ومهند عسيري وياسر القحطاني وسعد الحارثي وصالح بشير ونايف هزازي، وهؤلاء المهاجمون كانوا الأبرز في تلك الفترة، وهو ما جعل مدرب المنتخب السعودي آنذاك البرتغالي خوزيه بيسيرو يستدعي اللاعبين لفترات متفاوتة، بحيث يختار الحارثي وبشير لاحد المعسكرات، ومن ثم يضم ياسر وهزازي ويستبعد الآخرين، وليس من المعقول ان يختار كل هؤلاء في معسكر واحد، والاختيار يقع على اللاعب الأفضل، أما غياب فايز السبيعي فاعتقد ان مدرب الحراس في المنتخب السعودي وجد ان عمله مع الحراس السابقين كان جيداً ومع أهمية المرحلة لا يريد دخول اسم جديد لذلك اعتمد على الأسماء السابق، وعلى رغم النجاح الكبير لفايز السبيعي في هذا الموسم وتميزه كأفضل حراس الدوري، إلا أنه لم يتواجد قبلاً في أي معسكر للمنتخب، وهذه المباراة مصيرية وتتطلب وجود لاعبي الخبرة، وحمد الحمد سيكون موجوداً في القائمة ما بعد هذه المباراة بشرط الاستمرار على الأداء نفسه، وتطوير أدائه المهاري».