راشيل كوري شابة أمريكية يهودية لم تتعد الثالثة والعشرين من العمر، نبض قلبها بحب العدل وبغض الظلم، فانضمت إلى (منظمة التضامن العالمية) التي من ضمن أنشطتها مناهضة التعسف الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ذهبت راشيل مع وفد من المنظمة إلى قطاع غزة لتشارك في الاحتجاج السلمي ضد هدم بيوت الفلسطينيين في مدينة رفح عدوا وبغيا، ولما أقبلت الجرافة الإسرائيلية لتمارس بغيها وقفت راشيل صلبة أمام طريقها ورفضت التحرك من مكانها فما كان من قائد الجرافة إلا أن استمر في التقدم ليمر مرتين على جسد راشيل المدد أمامه وذلك قبل أن يمضي في جرف المنزل!! قتلت راشيل بدم بارد على يد أحد وحوش الجيش الإسرائيلي فبكاها السلام والحمام. رفع والدا راشيل دعوى في المحاكم الإسرائيلية لتجريم قتل ابنتهما، لكن القضية ظلت تتداول عبر المحاكم الإسرائيلية إلى أن حسم الأمر قبل أيام برفض المحكمة تهمة القتل بحجة أن الجيش الإسرائيلي يخوض حربا مع الفلسطينيين وأن راشيل هي التي ألقت بنفسها في ساحة الحرب!! حكم يفيض بالصفاقة والوقاحة ويعبر عن حقيقة الفكر الإسرائيلي الذي تنعدم فيه القيم الأخلاقية وتسحق كل المعاني الإنسانية الجميلة. مع فكر كهذا لا أمل في تحقيق العدالة أو نشر السلام، فإسرائيل تلهث وراء أطماعها في التوسع وتحقيق حلمها في بناء إمبراطورية تلتهم الأخضر واليابس من الأراضي الفلسطينية وما جاورها لايهمها كيف تصل إلى ذلك ولا أي طريق تنهج!! لكن هذا لا يعني أن كل قاطني إسرائيل من اليهود مؤيدون للسياسة الإسرائيلية القائمة على العنف والبغي، هناك جماعات مدنية تكره ذلك الأسلوب وتنشط في مقاومته وتعبر علنا عن رغبتها في التعايش السلمي مع الجيران والعالم. وفي كتاب (نساء ضد الحروب) تذكر مارلين توينينغا أن في إسرائيل يوجد ائتلاف نسائي من أجل السلام يضم عشر منظمات من بينها منظمة (يات شالوم) التي ترتدي عضواتها الإسرائيليات السواد حدادا على كل الضحايا ويتظاهرن من أجل السلام لمدة ساعة من بعد ظهر كل يوم جمعة، وأنهن يقطفن الزيتون والعنب مع المزارعين الفلسطينيين في الأراضي التي يملكها أولئك المزارعون متحديات المستوطنين المسلحين بالبنادق الذين يمنعونهن من الوصول إليها، وأن الجريئات منهن يقمن بإزالة الحواجز الموضوعة على نقاط التفتيش ويراقبن انتهاكات حقوق الإنسان ويحاولن الحيلولة دون ارتكابها. كذلك هناك منظمات أخرى غير هذه مثل منظمة (تعايش) التي تقوم بتنظيم قوافل سيارات خاصة لنقل المواد الغذائية والأدوية إلى القرى المحتجزة وسط المستوطنات الإسرائيلية، ومثل منظمات (نساء وأمهات من أجل السلام) و(الأمهات الأربع) و(نيو بروفايل) و(هناك حدود). لكن هؤلاء النساء اللاتي يقمن بالمبادرات السلمية لا يلقين انتباها من وسائل الإعلام العالمية لأنها لا ترى سوى ما تريد إسرائيل إظهاره. أما إعلامنا العربي فهو مع الأسف ليس سوى تابع يدور في فلك الإعلام الغربي فلا يرى إلا ما يراه متبوعه. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة