خماسية .. استنزاف الجيوب عندما تتداخل المناسبات وتزدان فرحة الناس بها والاستبشار بقدومها فإن هناك ما قد ينطوي تحت طائلتها من طلبات وحاجيات بعضها تكون ضرورية ولا مناص من استجلابها من السوق. والأخرى فلا تزيد عن كونها كماليات منهكات لجيوب الآباء. وبالتالي فإنه حري بنا أن نتنبه وننبه كل من هم تحت ولايتنا من أبناء وزوجات لما قد يكون سببا في إهدار الأموال فيما هو ليس بالضروري، بل وحتى الضروري له بدائل يجب أن نبحث عن تلك البدائل.. فمثلا تجد البعض يشتري فستانا بآلاف الريالات بينما يمكنه أن يشتري نوعا آخر بما هو أقل من ذلك بكثير ويكون قد أدى الغرض، وقس على ذلك ملابسنا وملابس الأطفال وألعابهم وهداياهم وغير ذلك كثير. لا بأس أن نفرح ونبتهج ونشتري ما نحتاج من الجديد في مناسباتنا المختلفة ولكن المبالغة في الشراء في كل مناسبة دون تقنين أو ترشيد وهدر الأموال على حساب المباهاة والمظاهر البراقة فهذا هو مكمن الخطأ .. بل إن البعض يضطر إلى الاستلاف والدخول في براثن الديون بسبب الطلبات المبالغ فيها. رمضان الخير والصيام والصحة انقضى ولكننا جعلناه شهرا للتخمة وتعبئة الكروش .. والعيد احتاج لملابس جديدة بلا شك ولكن بالغنا في الشراء وأخذنا أغلى الملابس رغم البدائل. وتوالت الأفراح والليالي الملاح بعد العيد من الزواجات التي نحتاج أن نفرح بها، ولكن لا بد أن نتبصر فيما نشتري لها.. وبعد ذلك أتى العام الدراسي الجديد الذي لا تنته طلباته حتى آخر يوم منه من ملابس وحقائب ومستلزمات بأشكالها وألوانها التي لازالت تلازمنا حتى اليوم. وتحت مظلة تلك المناسبات المتعاقبة والسعيدة تجد التجار يعدون العدة لها مع تركيزهم على شيئين أساسيين لا ثالث لهما وهما الشكليات البراقة الجذابة والأسعار التي فيها من المبالغة ما هو كفيل بنزف جميع ما في جيب هذا الأب المسكين. راجح ناصر البيشي