ليس هناك مدرسة من مدارس بلادنا بشقيها بنين وبنات إلا وتحتضن بين فصولها عددا كبيرا من المتفوقين والمتفوقات .. ذلك المتفوق الذي يعشق عالم الإبداع وتشرب تفكيره وعقله صفة وطبيعة الاجتهاد والمثابرة والجد وحصد الدرجات الكاملة في جميع المواد الدراسية والمقررات يضاف إليها الخلق الرفيع والأدب الجم والعلاقة الطيبة مع زملائه ومنسوبي مدرسته وتفاعله مع كل الأنشطة المنهجية واللا منهجية وحضوره الدائم في محافل المدرسة وبرامجها وخططها الفصلية والسنوية وتمثيل مدرسته في المسابقات الثقافية والعلمية الداخلية والدولية مما يسهم في رفع سمعة مدرسته وهيبتها وحضورها المشرف بين باقي مدارس بلادنا الحبيبة. تتشابه البرامج المنفذة في مدارسنا الخاصة برعاية الطلاب والطالبات المتربعين والمتربعات على هرم التفوق والنبوغ حيث تقتصر فقط على جانب محاكات الجوانب النفسية ودغدغة مشاعر وأحاسيس المتفوق عبر الإشادة والثناء عليه أمام طلاب مدرسته ومنحه شهادة ورقية ملونة وتعليق بياناته ومعلوماته على لوحة الشرف القابعة في أحد ممرات مدرسته وتسليمه جائزة معنوية عبارة عن طقم أقلام أو ساعة يدوية أو حقيبة مدرسية في طابور الصباح ويرفع اسمه لاحقا لإدارات التربية والتعليم في انتظار الحفل الرسمي الختامي المقام تحت شرف مدير التربية والتعليم وبحضور ولي أمره، وتتكرر جائزته نفسها وهي عبارة عن شهادة شكر وطقم أقلام أو ساعة يدوية؟. منذ تأسيس وزارة المعارف وتغيير مسماها لوزارة التربية والتعليم والجائزة نفسها، وتفاصيل التكريم وبرامج رعاية المتفوقين هي ذاتها في مدارسنا ومع طلابنا دون أي تغيير يراعي نفسيات الطلاب ويرضي طموحاتهم ويشبع نهمهم ويقدر مجهوداتهم الجبارة التي يبذلونها ليل نهار في سبيل نيل هذه الشهادات الدراسية المختلفة بتفوق ونجاح منقطع النظير.. إدارات المدارس وشاغلو مهنة الإرشاد الطلابي بها يبذلون كل ما في وسعهم من أجل توفير قيمة تلك الجوائز كونهم ملتزمين بميزانيات مالية محدودة تارة تفي بالمطلوب وتارة أخرى لا تكفي لشراء عشر جوائز، ويدفعون من حسابهم الخاص في محاولة منهم تغيير تلك الجائزة التي أكل وشرب عليها الدهر.. قبل الوداع ؛ يجب أن يكون تكريم المتفوقين في إدارات التربية والتعليم لائقا ومناسبا للحدث والمناسبة ويختلف اختلافا جذريا عن تكريم المدارس فليست تلك الإدارات عاجزة عن توفير جوائز قيمة وذات فائدة عظيمة على نفسية الطالب والطالبة، هل نسمع مستقبلا بجوائز قيمة كأجهزة الكمبيوتر المحمول والإيبادات أم أن أطقم الأقلام والساعات سوف تكون حاضرة وبقوة!. علي عايض عسيري